اعزائي المتابعين،
شهدنا في تداولات يوم الجمعة بعض التقلبات السعرية السريعة والقوية خصوصا على الذهب وبعض العملات الرئيسية بالإضافة الى هبوط مؤشرات وول ستريت مع نهاية تداولات يوم الجمعة والاختتام الأسبوعي.
ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة لتغلق عند 3085 دولار للأوقية الواحدة محققة ارتفاع يومي بنسبة 0.92% ما يقارب الـ 28.24 دولار وارتفاع اسبوعي بنسبة 2.03% أي ما يقارب الـ 61.24 دولار ليكون هذا الأسبوع الرابع على التوالي من الارتفاعات.
وانخفض مؤشر الدولار يوم الجمعة ليغلق عند المستويات 104.000، وبانخفاض يومي بنسبة 0.26-% وانخفاض اسبوعي بنسبة 0.13-%فقط (مستقر نسبيا).
اما بخصوص مؤشرات وول ستريت فشهدت هبوط جماعي قوي في نهاية جلسة يوم الجمعة، فقد سجل مؤشر داوجونز الصناعي انخفاضًا بنسبة 1.69-%، بينما هبط مؤشر ستاندرد آند بوز 500 بنحو 1.97-% وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنحو 2.70-%. وقد سجلت الخسائر في قطاعات التكنولوجيا، الخدمات الإستهلاكية والصناعات.
وشهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية يوم الجمعة تراجعات قوية أيضا حيث تراجعت العوائد على كل من السندات طويلة الأجل وعلى السندات قصيرة الأجل. فتراجعت العوائد على السندات طويلة الاجل لمدة 10 سنوات والتي تعتبر حساسة لتوقعات التضخم والسياسة النقدية المستقبلية الى 4.251 بتراجع يومي بنسبة 2.5-% من 4.360، بينما تراجعت العوائد على السندات قصيرة الاجل لمدة سنتان الى 3.911 بتراجع يومي بنسبة 2.08-% من 3.994. بينما كان الأداء الأسبوعي لعوائد على السندات متباين فالسندات طويلة الاجل لمدة 10 سنوات شهدت استقرارا بارتفاع 0.05% فقط، بينما كان التراجع الأسبوعي للعوائد على السندات القصيرة الاجل سنتان بنسبة 1.07-%.
من اهم البيانات والتي كان لها اثر كبير على تحركات الأسواق في الأسبوع الماضي، بيانات مؤشر ثقة المستهلك CB (مارس) والتي صدرت يوم الثلاثاء، وقد جاءت اقل من التوقعات بـ 94.2 حيث جاءت عند 92.9 واقل من قراءة الشهر السابق 100.1 المعدلة من 98.3.
وبيانات مبيعات المنازل الجديدة (فبراير) والتي صدرت أيضا يوم الثلاثاء والتي قد جاءت بأقل من المتوقع بـ 6000 منزل واعلى من قراءة الشهر السابق بـ 12000 منزل بعد التعديل.
وفي يوم الأربعاء جاء مؤشر مديري المشتريات الصناعي (مارس) عند 49.8 اقل من المتوقع عند 51.9 وأيضا اقل من قراءة الأسبوع تاذي سبقه عند 52.7، بينما جاءت بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي (مارس) بأعلى من المتوقع عند 51.2 حيث جاء عند 54.3 وهي أيضا اعلى من قراءة الأسبوع الذي سبقه حيث كانت القراءة عند 51.0. وجاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (فبراير) البريطانية عند 2.8% بأقل م المتوقع عند 3.0% واقل من القراءة السابقة أيضا والتي كانت عند 3.0%.
وكانت هناك أيضا في يوم الأربعاء بيانات الربيع البريطانية والتي المعروفة أيضا بالميزانية المصغرة والتي تصدرهما وزارة الخزانة كل عام للبرلمان عند نشر التوقعات الاقتصادية. وبيانات مخزون النفط الأمريكي الخام والتي جاءت على انخفاض كبير بـ M3.341- حيث كان المتوقع ان تنخفض الى M1.500 من القراءة الأخيرة عند M1.745.
واخير يوم الخميس كان هناك خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبيانات الناتج الإجمالي المحلي (ربع سنويا) (الربع 4) بـ 2.4% وهي اعلى من المتوقع عند 2.3% واقل من القراءة السابقة عند 3.1% وبيانات معدلات الشكاوى من البطالة والتي جاءت أفضل من المتوقع 225 ألف بقليل عند 224 ألف وأقل من القراءة السابقة 225 ألف المعدلة من 223 ألف.
نظرة تحليلية لما حدث في الأسواق الاسبوع الماضي مبنية على البيانات التي صدرت:
شهدنا أسعار الذهب بدأت بالارتفاع منذ بداية يوم الثلاثاء بشكل طفيف، ومن ثم استقرت الأسعار نسبيا في يوم الأربعاء، قبل أن تشهد الأسعار تقفز مرتفعتا بـ 37 دولار للأوقية الواحد أي بنسبة 1.23% في يوم الخميس، أي بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة. واستأنفت اسعار الذهب ارتفاعها بـ 28 دولار أي بنسبة 0.92% يوم الجمعة.
ما هو سبب وراء هذه الارتفاعات الكبيرة؟ وما الذي دفع الأسعار لتخترق قمة يوم الأربعاء 19 مارس والتي كانت عند 3057 دولار؟ وهل بيانات الاقتصادية التي صدرت كانت هي المحرك الرئيسي للأسعار؟ أم أن حالة عدم اليقين وقرارات ترامب والأوضاع الجيوسياسية كان لها التأثير الأكبر؟
جميع الأسباب السابقة بالتأكيد كان لها تأثير إما مباشر أو غير مباشر فالبيانات الاقتصادية المتباينة التي صدرت في الأسبوع المنصرم بالإضافة الى سياسات وقرارات الرئيس الأمريكي ترامب والتعريفات الجمركية التي فرضها بالإضافة الى توتر الأوضاع الجيوسياسية جميعها مجتمعنا، قد خلقت حالة من عدم اليقين في الأسواق والخوف من الركود التضخمي.، مما دفعت المستثمرين للتحوط بالملاذات الآمنة كالذهب والفضة. بالنظر الى المؤشر الخوف المرفق نلاحظ كيف قفز من مستويات الـ 18 الى مستويات الـ 21 تقريبا من نفس الأسبوع.
إذا قد يكون هذا أحد الأسباب وليس السبب الرئيسي الذي يدفع الذهب لهذه الارتفاعات والقفزات الجنونية، لدينا أيضا الخوف من انهيار أسواق الأسهم بعد الارتفاعات الكبيرة فيها خصوصا أسهم التكنولوجيا والذكاء الصناعي، حيث تم تشبيهها بفقاعة دوت كوم والتي جميعكم تعرفونها وقد تنفجر في أي وقت، وهذه أيضا تجعل المستثمرين يزيدون حصصهم من الملاذات الآمنة في محافظهم بهدف التنوع والتحوط دافعتا أسعار الذهب للارتفاع.
أيضا وفي الآونة الأخير كثر الحديث عما يسميه البعض بفقاعة العملات الرقمية حيث ان ارتفاعاتها الضخمة ولأرقام غير المسبوقة بالإضافة الى عدم مركزيتها وبأنها غير مدعمة بأي أصل سوى انها مخزنة على سيرفرات هي الأخرى قد تنفجر في أي لحظة.فهذه الشكوك هي الأخرى من الممكن ان تدفع المستثمرين للتحوط بالذهب وخصوصا وأننا نرى البتكوين وهي ترتفع بشكل جنوني منذ نهاية نوفمبر 2024 من مستويات ال 70 ألف دولار الى مستويات 109 ألف دولار أي ما يقارب ارتفاع بنسبة 52% في ال 20 من يناير لهذا العام ومن ثم تعود لتهوي مجددا إلى مستويات 83 ألف في يوم الجمعة وذلك بالتزامن مع ارتفاع الذهب في الأسبوع الماضي.
لن أطيل عليكم أكثر من ذلك لكن مازال هناك العديد من الأسباب التي تتسبب بارتفاع الذهب فبعضها قد نراها منطقية وبعضها الآخر غير ذلك ولكن الأسباب موجودة وما زالت سوف تدفع الذهب لقمم تاريخية اكبر وكما أعلنت مجموعة غولدمان ساكس (NYSE:GS) عن رفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، مشيرةً إلى ارتفاع الطلب من البنوك المركزية، بالإضافة إلى التدفقات القوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.
التحليل الفني للذهب للأسبوع القادم:
مناطق المقاومة:
المقاومة (1): 3086
المقاومة (2): (المقاومة النفسية) 3100
المقاومة (3): 3138
مناطق الدعم:
الدعم (1): 3067
الدعم (2): 3057
الدعم (3): 3045
الدعم (4): 3032
لمزيد من التفاصيل حول المناطق السعرية ومناطق الدعم والمقاومة يرجى مشاهدة الفيديو المرفق.