في هذه السلسلة الأسبوعية من المقالات نستعرض بيانات وإحصائيات كبار البنوك وصناع السوق .. وفي الأسبوع الماضي أظهرت البيانات أن الكبار بالرغم من جنون وارتفاع الذهب لم يظهروا حالة من الهلع والخوف .. بل على العكس كان الكبار متوازنون بشكل عام في تمركزاتهم .. مع أفضلية لمراكز البيع في المستقبل القريب
يمكن ملاحظة أن أحجام التداول على الذهب في العقود الآجلة وعقود الخيارات خلال تداولات الأسبوع الماضي كانت أعلى من الأسبوع الذي سبقه .. لكن يمكن ملاحظة أن الارتفاع الذي شهدناه في بداية الأسبوع المضاي وتحديدا يومي الإثنين والثلاثاء لم يترافق بأحجام تداول حقيقية .. وان أحجام التداول يومي الأربعاء والخميس كانت أكبر بشكل أوضح .. وبالرغم من ذلك لم تهبط أسعار الذهب بنفس طريقة الارتفاع .. وحافظت على مكاسب سعرية واضحة .. وهذا يضع علامة الاستفهام الأولى
في الصورة أعلاه .. الكبار أضافوا مراكز شرائية جديدة 18,000 لوت [ 1 لوت = 100 أونصة وهذا يعني 1,800,000 أونصة ] .. بينما في المقابل أضافوا 29,000 لوت بيعية [ 1 لوت = 100 أونصة وهذا يعني 2,900,000 أونصة ]
البيانات في إطارها العام تظهر أفضلية واضحة في تمركز الكبار بيعاً خلال الأسبوع الماضي .. بالإضافة أننا إذا نظرنا إلى التفاصيل بشكل أكثر دقّة فإننا نلاحظ أن الكبار في العقود الحالية قاموا بإغلاق 2,000 لوت شرائية .. بينما أضافوا 8,000 لوت بيعية جديدة مستمرة .. ببساطة هذا يعني أنه في العقود الحالية كل المراكز الجديدة كانت بيعية بإجمالي 10,000 لوت وهذه إشارة واضحة لتمركز بيعي
أما في العقود الآجلة الأمريكية والتي تعبّر عن عمليات التحوط بالذهب الفعلي من قبل الكبار .. فإن الكبار تقريبا التزموا الحياد .. بعمليات إغلاق محدودة ومتساوية 2,000 لوت للشراء وأخرى مماثلة لإغلاق من مراكز البيع
وهنا النقطة الجوهرية .. الابتعاد عن مراكز جديدة في العقود الآجلة هو بحدّ ذاته أمر سلبي على الذهب .. لأن هذا يعني بشكل أو بآخر أن الكبار لم تعد لديهم حالة الهلع والخوف التي تتطلب التحوّط بالذهب بشكل إضافي
ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن بيانات العقود الآجلة دائما تصدر عن الفترة التي تمتد من يوم الأربعاء في الأسبوع قبل الماضي .. وصولا إلى نهاية يوم الثلاثاء في الأسبوع الماضي .. أي أن هذه البيانات هي للفترة من 30/04/2025 إلى 06/05/2025
ويمكن ملاحظة أن عمليات ارتفاع بداية الأسبوع الماضي يومي الإثنين والثلاثاء .. بالرغم من أنها أتت واسعة بإجمالي 200 دولار تقريبا إلّا أنها لم تترافق بزخم حقيقي وأحجام تداول كبيرة متناسبة مع هذا الارتفاع .. وهي إشارة استفهام جديدة تضاف إلى ما سبق
إذاً .. في النهاية .. الأمر لا يتعلق بوجهة نظرنا .. أو بوجهة نظر السيدات والسادة القراء .. بل يتعلق بأن ننظر إلى الأرقام بواقعية .. وأن تكون وجهة نظرنا حول الأسعار تعتمد وتنطلق من حقيقة الإحصائيات .. وليس بناء على حركة الأسعار التي نشهدها .. لأن الحركة السعرية قد تكون حقيقية وقد تكون وهمية .. إلا أن الأرقام والإحصائيات تظهر الحقيقة دائما
لذلك يجب القول .. التحليل الأساسي مهم جدا لأسعار الذهب ، كما أن التحليل الفني أيضا مهم ، لكن إحصائيات وأرقام تداول كبار البنوك وصناع السوق من المهم الاطلاع على كل تفاصيلها .. وهي أسرار وتفاصيل كيف يتمركز الكبار في عمليات الشراء والبيع؟ وكيف يمكن قراءة هذه التفاصيل لمعرفة التأثيرات والحركة السعرية المتوقّعة لأسعار الذهب؟
والآن علينا أن نتساءل الأسئلة المنطقية التالية:
هل تمركز الكبار خلال الأسبوع الماضي في البيع أم الشراء؟
هل اشترى كبار البنوك وصناع السوق المزيد من الذهب في عقود الخيارات؟
هل اشترى كبار البنوك وصناع السوق المزيد من الذهب في العقود الآجلة؟
هل نسبة الذهب إلى الفضة في ارتفاع أم انخفاض؟
في الفيديو المرفق تجد كل الإحصائيات والأرقام لتداولات كبار البنوك وصناع السوق .. وبالمختصر المفيد .. ومقسّمة في شريط العرض بحسب العناوين الرئيسية
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
حسابي على منصة X [تويتر]
@GhaithAbohlal
حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.