عندما دفع النفط ثمن كرامته: قصة الـ 37 دولاراً التي فضحت كذبة الأسواق

تم النشر 18/12/2025, 09:46

في العشرين من أبريل 2020، استيقظ العالم على مشهد لا يراه إلا من أفرط في قراءة روايات "الديستوبيا": شاشات التداول في بورصة نيويورك تنزف أرقاماً تحت الصفر. لم يكن الأمر خطأً تقنياً، بل كان "الخام الأمريكي" يتوسل لأي عابر سبيل:

"خُذ برميلاً وخذ معه 37 دولاراً، فقط أبعده عن وجهي!".

في ذلك اليوم، أصبح "الذهب الأسود" عبئاً أثقل من الذنوب، وتحول عمالقة النفط إلى باعة "خردة" يدفعون لزبائنهم "إكرامية" للخروج من المتجر.

ثغرة "الصغار" العبقرية: كيف تبتز شركة شحن ببرميل نفط؟

بينما كان كبار المتداولين يصرخون في هواتفهم، كانت هناك ثغرة "شيطانية" تلمع في عيون من يفهمون لعبة اللوجستيات.

تخيل أنك "مستثمر انتهازي" اشتريت 10 عقود (10,000 برميل) بالسعر السالب. أنت الآن تجلس وفي جيبك 370 ألف دولار قبضتها "كاش" لمجرد التوقيع على العقد.

هنا تبدأ المتعة الساخرة: بموجب العقد، يجب أن يتم التسليم الفعلي في "كوشينغ".

البائع (الذي قد يكون بنكاً تورط في العقد) يرتجف خوفاً من تكلفة اللوجستيات.

أما الكمية التي اشتريتها "صغيرة" جداً بمقاييس الأنابيب، ونقلها بالشاحنات يتطلب استئجار أسطول بتكلفة فلكية لأن الجميع يتسابق على أي وسيلة نقل.

هنا، يرفع "المشتري الصغير" سماعة الهاتف: "أنا جاهز للاستلام، أرسلوا لي النفط!".

فيرد البائع بيأس: "يا رجل، إرسال الشاحنات لهذه الكمية سيكلفني ضعف ثمن النفط، ما رأيك أن أعطيك 5 دولارات إضافية عن كل برميل كـ "بدل تسوية" وتتركني في حالي؟".

وهكذا، يربح الانتهازي مرتين: مرة من السعر السالب، ومرة كـ "فدية" للتنازل عن حق الاستلام اللوجستي. لقد تحول النفط من سلعة إلى "أداة لابتزاز شركات الشحن"!ملوك الخزانات: العمالقة الذين "اشتروا الهواء وصبّوا فيه الذهب"

وبينما كان العالم يضحك على "نكتة" السعر السالب، كان عمالقة مثل "غلينكور" و"فيتول" و"فوباك" يبتسمون ببرود. هؤلاء هم "تنانين الأرض" الذين يملكون الخزانات.

ببساطة، قاموا بشراء ملايين البراميل بسعر (سالب 30). لم يحركوا شبراً واحداً؛ النفط في خزاناتهم أصلاً، كل ما فعلوه هو "تغيير اسم المالك" في السجلات. وبعد أشهر قليلة، عندما عاد العالم للحياة، باعوا نفس البراميل بـ (موجب 30) دولاراً.

عملياً، هؤلاء حققوا ربحاً قدره 60 دولاراً في البرميل الواحد من "لاشيء".

لقد قبضوا المال ليخزنوا النفط، ثم قبضوا المال ليبيعوه. إنها أكبر عملية "غسيل أموال شرعية" في تاريخ الرأسمالية، حيث تم غسل "الفشل اللوجستي" وتحويله إلى "أرباح أسطورية".

العبرة المضحكة والمبكية

إن حادثة 2020 أثبتت أن "القيمة" هي مجرد وجهة نظر، وأن "الواقع المادي" (الخزان والشاحنة) دائماً ما يدهس "الورق المالي" (العقود والبورصة) عندما تقع الأزمة.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.