جاءت البيانات الاقتصادية في أمريكا أسواء من التوقعات الأولية. حافظ بنك انكلترا و البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير، بالقيام بسلسة من التصريحات الإيجابية. حيث ساهمت هذه العوامل على تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (USDIDX) إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر. صرح رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي أن الاقتصاد الأوروبي في تعافي و لا يحتاج لخفض سعر الفائدة بسبب الحد من خطر الانكماش. سيرتفع مؤشر CPI في حد ذاته في عام 2016، ولكنه لن يتجاوز 2%. سينمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة الأوروبية هذه السنة بمقدار 1.2%. بالإضافة، إلى أن النمو في طلبيات المصانع في ألمانيا لشهر يناير-كانون الثاني بنسبة 1.2%، و أضاف إيجابية أكثر من المتوقع . و نتيجة لذلك، ارتفع اليورو (EUR/USD) بشكل قوي. و لعب إقفال المستثمرين في السوق لصفقات القصيرة على الزوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي، والتي تم حسابها على خفض أسعار الفائدة أو إشارات تشديد السياسة النقدية في خطاب ماريو دراجي دورها بشكل فعال.
نترقب اليوم في الساعة 13:30 بتوقيت غرينيتش، صدور بيانات هامة عن سوق العمل في الولايات المتحدة في شهر فبراير – شباط. و من المتوقع أن يكون ذلك إيجابيا للدولار الأمريكي. سيرتفع عدد الموظفين في قطاع غير الزراعي (Non-farm Payrolls) بمقدار 150.000 شخص. حيث سيؤدي ذلك إلى انخفاض معدل البطالة للحد الأدنى المسجل خلال مدة 5 سنوات عند المستوى 6.5%. من وجهة نظرنا، في حال وصول العدد التوظيف في قطاع الغير الزراعي إلى 120.000 شخص، من محتمل استمرار خفض سندات الحكومية بمقدار 10 بليون دولار في اجتماع المجلس الاحتياطي الفدرالي في 19 من مارس –آذار . و قد يدعم هذا الدولار الأمريكي. كما نشير إلى ارتفاع معدل التوظيف بـ 113.000 شخص في شهر يناير-كانون الثاني.
AUD/USD" title="AUD/USD" width="703" height="331" />
كالمتوقع، استمر تعزز الدولار الاسترالي (AUD/USD) و هبوط الين الياباني (USD/JPY). و قد كتبنا في التقرير السابق عن هذين الزوجين.و يبدو مثل النمو على شارت العملتين. قال رئيس البنك الاحتياطي الاسترالي، جلين ستيفنس بأنه لا يرى أي داعي لخفض سعر الفائدة.
يرجع تعزز الدولار الكندي (USD/CAD) ( المبين على الشارت) إلى مؤشرات الإقتصادية الإيجابية الهامة. ارتفع عدد تصاريح البناء الصادرة في شهر يناير – كانون الثاني بمقدار 8.5%. و يعتبر أكثر من المتوقع له. نترقب اليوم في الساعة 13:00 بتوقيت غرينيتش صدور بيانات سوق العمل في كندا. التوقعات الأولية معتدلة.
أبقى بنك انكلترا و بنك المركزي الأوروبي على سعر الفائدة عند المستوى 1%. مع ذلك ، على عكس اليورو، لم نلاحظ تعزز قوي للباوند البريطاني. يعتقد المستثمرون بضرورة قيام المملكة المتحدة برفع سعر الفائدة لمنع حدوث "فقاعة" في السوق العقارية. ارتفع مؤشر اسعار المساكن من وكالة Halifax في شهر فبراير- شباط إلى الحده الأقصى منذ شهر ماي – آيار من عام 2009. نشير إلى أن لايزال أقل 10% من ذروة سعره في شهر أغسطس-أب عام 2007.
ارتفع سعر البن ( القهوة) بمقدار 75% مع بداية العام الحالي. و قد عقدت المزادات الاخيرة مع تقلب التداول بين (7-5%) مما أدى لجذب عدد كبير من المضاربين. لا يستبعد منظمة البن الدولية نقص من القهوة في السوق الدولية للمرة الأولى في السنوات الخمس الماضية. وفي حين، تترقب كولومبيا محصولا كبيرا بحوالي 11.3 مليون من الأكياس بحج 60 كغ.
كما كان متوقعا، نشط الغلاء على العقود الآجلة الزراعية مثل الصويا (Soyb) و الذرة و القمح (Wheat). على الأغلب، بدأت جزء من الانبعاثات الدولار للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالتدفق إلى أسواق السلع. بالإضافة، لنمو الاحتياطي. وفقا لوزارة زراعة بلغت صادرات الذرة من البلاد في الاسبوع الماضي الى 1.5 مليون طن. هذا الرقم أعلى بكثير من التوقعات الأولية. نشير إلى أنه في الاثنين في الساعة 17:00 بتوقيت غرينيتش، ستصدر وزارة الزراعة الأمريكية عن النظرة العامة لسوق لشهر مارس-آذار، والتي قد تؤثر على الأسعار الآجلة.