حافظ الذهب على استقراره مرتفعا رغم الضغوط التي مورست عليه من عدة جهات وانهى تداولات الاسبوع الماضي عند مستوى 1221 دولار للاونصة وبفارق 7 دولار عن اسعار الافتتاح رغم انه فقد اكثر من 20 دولار عن اعلى سعر لامسه يوم الخميس.
وكان من اسباب تراجع الاسعار قبل الاغلاق هو ارتفاع قيمة الدولار وعودة شهية المخاطرة للاسواق وقلة الحاجة للملاذات الآمنه فى ظل الاخبار الايجابية التى انتابت الاسواق نهاية الاسبوع مثل التحسن النسبي لاسعار النفط والتفاؤل بشان اجتماعات مجموعة العشرين، بجانب ايجابية البيانات الامريكية التي صدرت يوم الجمعة وعلى رأسها الناتج المحلي الاجمالي، الذي حقق نسبة %1 في الربع الاخير، اذ كانت التوقعات %0.7 .
كما ان ضعف اليورو، الاسترليني والين كانوا من اهم اسباب هبوط اسعار الذهب بجانب عمليات التصحيح وجني الارباح. ونتوقع ان يستعد الذهب الى ارتفاعاته فى الفترة القادمة، اذا كانت بيانات سوق العمل عن شهر فبراير سلبية واقل من التوقعات، اما عكس ذلك فسيكون الذهب مضغوط للاتجاه نحو مستوى 1200 دولار ومحاولة كسره لمزيد من الهبوط.
رغم ان الذهب ما زال محافظ على مكاسبه التى حققها من بداية العام وصعد اكثر من مره فوق مستوى 1250 دولار للاونصة، الا ان مخاوف هبوط الاسعار وعودة حالة تراجعات عام 2015 مسيطرة على كثير من نفوس المستثمرين وتجعلهم يسارعون بالبيع مع كل حالة تراجع.
وهذه الحالة تجعل عمليات الشراء على المدى القصير غير مضمونه ويلزمها الكثير من الحيطة والحذر، بعكس حالات الشراء على المدى المتوسط والبعيد فتعد فرصتها متاحة رغم ارتفاع الاسعار الحالية، مقارنة باسعار بداية العام التي كانت الاونصة عند مستوى 1066 دولار لكن قراءة الوضع الاقتصادي و السياسي للفترة القادمة يؤكد ان الذهب سيظل على صعود و مستوى 1300 دولار ممكن ان نراه خلال العام الحالي.
الفضة لم تصاحب الذهب فى المحافظة على مكاسبها وهبطت بنسبة %4.4 خلال الاسبوع الماضي، وفقدت حوالي 70 سنت من اسعار الافتتاح ولكن السبب الرئيسي في انهيار اسعارها التداولات الالكترونية ورغبة الكثير في جني ارباح الفترة السابقة، مع اعتقاد ان الفضة ستعاود الصعود واستراتيجية اعادة الشراء هي المفضلة خلال الايام القادمة.
ويمكن ان تتحرك الفضة بصورة عرضية كما كان عليه وضعها الايام الماضية ولكن فى صورة نطاق اوسع يبدا من 14.50 دولار وينتهي مع ارتفاع 15.50 دولار وهذا نطاق يستفيد منه كثيرا المضاربين لارتفاع حدة المكاسب التي تحققها الفضة من كل حركة تداول حتى لو كانت فى حدود 10 سنتات.
باقي المعادن الثمينة صاحبت الذهب فى الهبوط وتأثرت بضعف الطلب وعمليات التصحيح خصوصا وانها حققت ارتفاعات كبيرة فى الاسابيع الماضية. وكان طبيعيا ان تتراجع بعض الشيء الاسبوع الماضي، وفقدالبلاديوم 16 دولار من اسعار افتتاحه وانهى تداولاته عند مستوى 484 دولار، وكذلك البلاتين فقد 14 دولار من اسعاره افتتاحه واقفل على مستوى 916 دولار.
الاسواق المحلية اتسمت حالتها بالهدوء فى بداية الاسبوع بتاثير تبعات هبوط النفط والعملات وزادت عمليات الانتعاش مع تدرج حركة صعود الذهب يومي الاربعاء والخميس وبدا الكثير من رواد الاسواق ببيع حيازتهم من الذهب والفضة نهاية الاسبوع نظرا للارتفاع الحاد للاسعار ووصل كيلو الذهب الخام الى 11850 دينار كويتي.