الذعر يسيطر على السوق. من الواضح أن تحركات الأمس كانت تفوح منها رائحة الذعر في الأسواق. وكان الانخفاض بما يقرب من 20٪ الذي تعرض له الروبل الروسي بالإضافة إلى التحركات الضخمة في الكرونة النرويجية (التحرك بما يقرب من 7% لزوج اليورو/الكرونة النرويجية في ساعتين والذي انعكس مساره تماما في الساعات الأربع التالية) غير عقلانيا. ومع ذلك، هدأت الأسواق إلى حد ما في نهاية الجلسة الأمريكية وتم عكس مسار العديد من التحركات الكبيرة. فزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني على سبيل المثال انخفض إلى 115.57 ولكنه عكس مساره مرتفعا لينهي الجلسة الأمريكية حول 117.30 بدون تغيير يذكر عن مستويات افتتاحه في أوروبا في ذلك الصباح. وفي مثل هذه الظروف، يختفي التحليل الأساسي ويصبح كل شيء خاضعا لمعنويات السوق. ويذكر أن محافظة البنك المركزي الروسي قد استبعدت اللجوء إلى فرض ضوابط على رؤوس الأموال، ولكن هذا الأمر يبدو أنه السبيل الوحيد للحيلولة دون تعرض العملة لمزيد من الانخفاض.
أدت مواصلة الدولار الأمريكي لتسجيل مكاسب أمام عملات الأسواق الناشئة إلى وضع ينذر بالخطر بالنسبة للاقتصاد العالمي. وقد نوقشت كثيرا على نطاق واسع مسألة قيام الشركات في العديد من بلدان الأسواق الناشئة بجمع الأموال من خلال السندات المقومة بالدولار في السنوات الأخيرة. وفي كل مرة يرتفع فيها سعر الدولار الأمريكي فإن تكلفة فائدة هذه السندات ترتفع أيضا. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مشاكل متزايدة في العديد من البلدان.
شهدت أسعار النفط مزيدا من الانخفاض يوم أمس حيث استمرت السوق في تجاهل جميع الأنباء التي يمكن أن تؤدي لارتفاع الأسعار وصبت تركيزها فقط على صورة العرض/الطلب طويلة الأجل. وتشمل المشاكل التي تواجه السوق ما يلي: انخفاض الإنتاج في ولاية داكوتا الشمالية بالولايات المتحدة، وزيادة عدد منصات النفط غير العاملة، وقيام ليبيا بإيقاف تصدير النفط الخام من ميناءين للتصدير بسبب الاشتباكات هناك وإضراب عمال النفط في نيجيريا. وأخيرا فإن الذعر يجب أن يتراجع وأن نبدأ في رؤية أسعار النفط تستقر، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى بعض الراحة اللازمة لأسواق أخرى. ومع ذلك فإن التحليل الفني يظهر استمرار الزخم الهبوطي القوي (يرجى الإطلاع على التحليل الفني أدناه) ولذلك فإنني لا أنتظر حدوث ذلك اليوم.
وفي الولايات المتحدة، انخفضت قراءة تقريري شهر نوفمبر للمنازل التي تم البدء في بناؤها وتصاريح البناء ولكن التعديل القوي للقراءة السابقة قد أبقى الاتجاه العام متماشيا مع سوق الإسكان الآخذة في التحسن. ويشير ذلك إلى أن سوق الإسكان تدعم ما تبدو أنها قوة متنامية في الاقتصاد الأوسع. ومع ذلك، ففي ظل كل ما يحدث من إثارة في مناطق العالم الأخرى فإن أنباء اقتصادية من هذا القبيل لا تؤخذ بعين الاعتبار.