حافظ الذهب على مكاسبه للاسبوع الثالث على التوالى منهيا تداولات بوصة نيوميكس نيويورك عند مستوى 1292.60 دولار للاونصة بنسبة ارتفاع قدرها 1 فى المئه خلال اسبوع وبنسبة ارتقاع 9 فى المئه عن اسعار بداية العام الحالى ومحققا اعلى مستوى له منذ خمسة شهور حيث اخترق مستوى 1307 دولارات للاونصة يوم الخميس الماضى.
وحقق الذهب ارتفاعاته من جميع العوامل الاقتصادية المحيطة بالاسواق والتى بدأت من قرارات المركزى السويسرى الاسبوع قبل الماضى بفك ارتباط الفرنك مع اليورو وخفض اسعار الفائدة وتلاها قرار المركزى الكندى منتصف الاسبوع الماضى بخفض اسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة اساس لتصل الى 0.75 فى المئه وبعدها استفاد الذهب من ابقاء المركزى البريطانى على اسعار فائدته وعدم تحريك محفزات للجنيه الاسترلينى وانقاذه بعد ان هبط الى ادنى مستوى له منذ سنوات مقابل الدولار ليصل الى 1.50 من الدولار.
وكانت نهاية الاسبوع العلامة الكاملة لمكاسب الذهب ليذهب فوق مستوى 1300 دولار للاونصة اكثر من مرة مستفيدا من قرارات المركزى الاوربى فى اجتماع الخميس الماضى ومستغلا تخبط المنطقة الاوربية وضعف عملتها و مستقطبا سيولة المتخوفين من مخاطر الاسواق وفاتحا زراعيه ليكون الملاذ الامن الاول للمستثمرين.
وبدات اسعار الذهب اكثر صلابة نحو الصعود ولم تتاثر كثيرا بمبيعات جنى الارباح لقلة من المستثمرين وحقق الذهب طموح الكثيرين بالاستقرار قرب مستوى 1300 دولار حتى نهاية الاسبوع.
ونتوقع مزيدا من الارتفاعات الايام القادمة وان كانت اقل فى حدتها نحو الصعود ولكن المؤكد ان الذهب لن يتخلى عن مكاسبه بسهولة او بسرعة لان الوضع الاقتصادى ما زال ملبد بالمزيد من الغيوم التى تخفى خلفها كثيرا من المفاجآت والشاهد على هذا ان قرارات المركزى الاوربى التى اذاعها " ماريو دراجى " ظهر الخميس سوف يستمر تاثيرها فى الاسواق كثيرا لانها سوف تبدا بشراء السندات بقيمة 60 مليار يورو شهريا بداية من مارس القادم وحتى نهاية سبتمبر 2016 بقيمة اجمالية تصل 1000 مليار يورو و.
ويمكن ان تكون نتائج هذه الخارطة جيد على المدى البعيد ولكن نتوقع مساؤها تبدا من تاريخ التنفيذ لاننا تعودنا على هذا بتطبيق المثل الغربى "الشيطان يكمن فى التفاصيل" والذهب غير علاقته باليورو لتكون عكسيه وليست طردية كما تعودنا عليها بدليل ان مع صدور القرارات كان الذهب صاعد فوق مستوى 1300 دولار واليورو هابطا الى مستوى 1.12 مقابل الدولار وكلما هبط اليورو نجد ان الذهب سيحلق عاليا بدعم من سيولة المستثمرين.
الاسبوع القادم ستتحول الانظار الى الفيدرالى الامريكى وننتظر منه ارهاصات توضح موقفه من ضعف منطقة اليورو وهل ما يحدث حاليا متعمد ام وهن مؤكد يصب فى صالح الدولار وكيف يستفيد الدولار من تداعيات الحزم الاوربية الداعمة لليورو خصوصا ونحن نتطلع الى بيانات اقتصادية جديدة تعبر عن اول شهور العام الجديد مثل بيانات سوق العمل ونسب البطالة.
وهل الفيدرالى ساير فى طريقه نحو تحريك اسعار الفائدة وانتاج النفط الصخرى ودعم الناتج المحلى وبالتاكيد ان استمرار قوة الدولار لن يؤثر كثيرا على اسعار الذهب ومن الممكن ان يسحب الدولار منحنى اسعار الذهب الى مزيدا من المحطات التى ينتظرها الكثير من سنوات.
واستقرار الذهب فوق مستوى 1300 دولار مع قرارات الفيدرالى الامريكى يعنى ان الذهب فى طريقه الى مقاومة 1340 دولار للاونصة وهذا لا يمنع ان تكون هناك بعض التصحيحات الصحية لهبوط الاسعار بوافع جنى الارباح ومعها نرى الذهب بالقرب من مستوى 1280 دولار او اقل وننصح بالشراء عند هذه المحطات لانها حالات لن تتكرر كثيرا خلال العام الحالى الذى اطلق عليه الكثير انه عام الذهب.
الفضة صاحبت الذهب فى الصعود وحققت 2.5 فى المئه خلال الاسبوع الماضى لتصبح على بعد 18 فى المئه من اسعار بداية العام وتقترب كثيرا من توقعات المحللين بالصعود الى 21 دولار والفضة قد تكون اكثر حده فى صعودها عن باقى المعادن الثمينة وستكون اكثر حظا فى الاحتفاظ بمكاسبها لان معدن الفضة يستفيد من فترات التازيم بالصعود لانها ثانى معدن يحقق الملاذات الامنه بعد الذهب ويستفيد ايضا من فترات الانتعاش الاقتصادى لكثرة الطلب الصناعى عليها وسوف تكون الفضة رهان ارباح المستثمرين فى الفترة القادمة وذلك لحدة تحركاتها فى الصعود والهبوط.
باقى المعادن الثمينة تاثرت بصعود الذهب وصاحبته فى تحقيق المكاسب حيث اقفل البلاتينيوم عند مستوى 1270 دولار وبفارق 4 دولار عن سعر الافتتاح اما الـ بلاديوم فكان اكثر حده فى الصعود ليحقق 12 دولار ارتفاعا عن سعر الافتتاح لانه اغلق عند مستوى 775 دولار للاونصة.
الاسواق المحلية اتسمت حالتها بالهدوء فى بداية الاسبوع مع تدرج صعود الذهب وكانت حركة الشراء بداية الاسبوع اكثر من نهاية الاسبوع نظرا لحدة الصعود حيث بلغ سعر الجرام 12.350 دينار ومعه ارتفعت اسعار باقى العيارات خصوصا عيار 21 وعيار 18 التى حققتا اعلى مبيعات.