قبيل الاجتماع المرتقب لمجموعة دول العشرين (G20) في شنغهاي سجل سعر الصرف الثابت لزوج الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني ارتفاعاً كبيراً عند 6.5481. ما نراه هو أن اليوان الصيني مستمر في نطاق تداول طبيعي دون أي تغيرات دراماتيكية على السعر (إي انخفاض في قيمة العملة). هذه الإستراتيجية الخاضعة للسيطرة لسعر الصرف من شأنها أن تستمر في المدى القصير على الرغم من أن التدفقات الخارجة لم تتباطأ بشكل ملموس. أشار صناع السياسة الصينيون إلى أنه لم تُبذل أي جهود من أجل اللجوء إلى التخفيض التنافسي على قيمة العملة لدعم الاقتصاد، وهذا يدعم وجهة نظرنا المعتادة بشان التداول في اتجاهين.
هذا وصرح السيد تشو محافظ بنك الشعب الصيني (PBOC) بأن البنك المركزي "لن يلجأ إلى التخفيض التنافسي على قيمة العملة لدعم مصلحتنا في الصادرات". إضافة إلى ذلك، أشار المحافظ تشو إلى ميله نحو تسير إضافي على السياسة وسلط الضوء على حقيقة وجود مجال لمزيد من التحركات إذا لزم الأمر. نحن نرى بأن هذه الخطوات في الطريق الصحيح ونؤكد على توقعاتنا بأن الاقتصاد الصيني لن يشهد مزيداً من التباطؤ الكبير ولن يكون هناك أزمة ائتمانية تهدد حالة الاستقرار. اليوم، جاءت النتائج القوية لأسواق الأسهم الإقليمية الآسيوية على خلفية بيئة التقلبات المنخفضة النابعة من الصين والتحسن في أسعار السلع الأساسية.
على صعيد آخر، واصل السيد كورودا محافظ البنك المركزي الياباني (BoJ) الدفاع عن السيناريو الخاص به، والدفاع بشكل غير مباشر عن هذا القرار للتحول إلى أسعار فائدة سلبية. كما أشار إلى أنه سيتم مراقبة أي آثار تشوه محتملة ما دون أسعار الفائدة الصفرية.
تناضل البنوك المركزية من أجل الوفاء بالتزاماتها الأساسية. في ظل حالة التباطؤ العالمية في النمو الاقتصادي، والارتفاع في ضغوطات التضخم والنوبات الثابتة للتقلبات التي تجوب الأسواق، ربما يميل المستثمرون إلى التركيز على اجتماع مجموعة العشرين (G20) نهاية هذا الأسبوع. مع ذلك، نحن لا نتوقع الكثير من ذلك الاجتماع. هناك زيادة في التكهنات حول استجابة دولية منسقة على مستوى السياسة قبيل الاجتماع المرتقب لمجموعة العشرين. القنوات الطبيعية أصبحت عالقة إلا أن استجابات أسعار الصرف المنسقة لم تنجح كما هو متوقع في السابق. التوصل إلى حل جوهري مثل اتفاقية بلازا يبدوا أمراً بعيد المنال. على الرغم من أنه أقل احتمالا من استجابة منسقة في العملات الأجنبية، إلا أنه سيكون توسعاً منسقاً في خيارات السياسة المالية. من الواضح أن الدول التي تشكل مجموعة العشرين متمسكة أكثر من أي وقت مضى بالتوصل إلى اتفاق وحل للأزمة. التوصل إلى اتفاق حول أي العملات التي تعاني من خلل في تسعيرها وتحديد "الرابح والخاسر" ربما يكون أمرا من الصعب تحقيقه. الاحتمال المرجح إلى حد كبير هو أن الأسواق سوف تحصل على خطاب شديد اللهجة يطالب الدول بالعمل المشترك وتجاوز محدود لتقلبات العملات الأجنبية والامتناع عن التخفيض التنافسي لسعر العملة. إن خطاباً شديد اللهجة من مجموعة العشرين (G20) من شأنه أن يساعد في استمرار المناخ الإيجابي الحالي للمخاطرة رغم أن التوقعات بشأن ذلك منخفضة.
ارتفعت أسعار خام النفط حيث انتشرت الأخبار حول اجتماع لوزراء الطاقة للدول الأعضاء وغير الأعضاء في مجموعة أوبيك (OPEC) الشهر المقبل. ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط مطلع الشهر بنسبة 2.9% على 33.10 دولار أمريكي للبرميل. هناك شائعات بأن النقاش الرئيسي سوف يدور حول تجميد مزيد من الإنتاج. كانت أسعار السلع الأساسية في حالة تعافي ولكن بدرجة ضعيفة للغاية حيث تحسن مناخ الإقبال على المخاطرة وتبددت المخاوف بشأن الطلب العالمي من الأفق. على الهامش هناك مستجدات يمكن اعتبارها إيجابية للطلب على السلع الأساسية. كان انتقال منحنى العقود الآجلة للنفط إلى سوق مفتوحة للمنافسة أبرز هذه المستجدات على الساحة وذلك بمساعدة من قرار أوبيك (أعضاء محددون) بالتوقف عن زيادة مستويات الإنتاج. في حين تشير البيانات الأخيرة القادمة من الصين إلى تجدد الطلب على خام الحديد والنحاس.