Investing.com - يبدو ان الفزع من القرار الروسي الوشيك بشأن قطع صادات الغاز إلى دول الاتحاد الاوروبي وخوفا من إصابة أوروبا بشلل تام وتفاقم الأزمة مع حلول فصل الشتاء يدفع دول الاتحاد إلى اتخاذ خطوات طارئة يومًا تلو الآخر.
وبعد أيام من تصعيد ألمانيا لخطة الطوارئ لمواجهة توقف إمدادات الغاز الروسي جزئيا وتحذيرات وكالة الطاقة الدولية، يبدو ان إجراءات شبيهة قد تلجأ إليها الحكومة في باريس.
عاجل: فرض حظر على الذهب الروسي
فورًا
وقال رؤساء شركات الطاقة الفرنسية العملاقة إنجي وإي.دي. إف وتوتال (EPA:TTEF) إنرجيز اليوم الأحد إنه لابد وأن يحد المستهلكون والشركات من استهلاكهم للطاقة فورا.
وأضاف رؤساء الطاقة الفرنسيون أن ذلك يأتي من أجل أن يكونوا مستعدين بشكل أفضل هذا الشتاء للتصدي لأزمة الطاقة التي تلوح في الأفق.
وقالت الشركات الفرنسية علينا العمل بشكل جماعي لخفض استهلاكنا من أجل استعادة هامش المناورة والاستعداد لأزمة محتملة في إمداد الغاز.
وأشارت الشركات الفرنسية إلى الانخفاض الحاد في شحنات الغاز الروسي وكذلك الإنتاج المحدود للكهرباء في أوروبا بسبب مشكلات الصيانة.
وقالت الشركات الفرنسية أنه اتخاذ إجراءات فورا هذا الصيف سيسمح لنا بالاستعداد بشكل أفضل في بداية الشتاء المقبل ولا سيما للحفاظ على احتياطياتنا من الغاز.
طوارئ ألمانية
وأعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك نهاية الأسبوع الماضي أن البلاد ستنتقل إلى المستوى الثاني من خطتها الطارئة المكونة من ثلاث مراحل لمواجهة أزمة الغاز.
وقال وزير الطاقة الألماني هابيك يجب ألا نخدع أنفسنا، قطع إمدادات الغاز هو هجوم اقتصادي علينا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفًا حتى لو لم تشعر بذلك بعد، نحن في أزمة غاز.
وأضاف هابيك: الغاز أصبح الآن سلعة نادرة، محذرًا من احتمال استمرار ارتفاع الأسعار بشكل غير عادي، مما قد يؤثر على الإنتاج الصناعي ويصبح عبئًا كبيرًا على العديد من المستهلكين.
وشهدت ألمانيا انخفاضًا حادًا في إمدادات الغاز الروسي، مما دفع البلاد إلى التحذير من أن الوضع سيكون أكثر شدة في فصل الشتاء دون إجراءات احترازية لمنع نقص الإمدادات.
شلل تام
وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أوروبا يجب أن تستعد على الفور للانقطاع الكامل لصادرات الغاز الروسي هذا الشتاء، وحثت الحكومات على اتخاذ تدابير لخفض الطلب، وإبقاء محطات الطاقة النووية المتقادمة مفتوحة.
وقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية قرار روسيا بخفض إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية في الأسبوع الماضي، قد يكون مقدمة لمزيد من التخفيضات، وأن أوروبا يجب أن تكون جاهزة في حال قطع الغاز الروسي تمامًا.
وأضاف كلما اقتربنا من الشتاء، فهمنا نوايا روسيا، أعتقد أن التخفيضات موجهة نحو تجنب أوروبا لملء المخزونات، وزيادة نفوذ روسيا في أشهر الشتاء.
خطوات استباقية
وقال بيرول أن الإجراءات الطارئة التي اتخذتها الدول الأوروبية هذا الأسبوع لتقليل الطلب على الغاز مثل تشغيل محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالفحم، مبررة بحجم الأزمة على الرغم من المخاوف من زيادة الكربون.
وحذر بيرول من أن الخطوات التي اتخذتها الحكومات الأوروبية حتى الآن من المحتمل ألا تكون كافية إذا تم قطع الصادرات الروسية تمامًا.
وأضاف بيرول أنه على الدول بذل كل ما في وسعها للحفاظ على الإمدادات حاليًا لضمان امتلاء المخزون قبل أشهر الشتاء.
وقال وزير الطاقة الإيطالي روبرتو سينجولاني، إن المقترح الإيطالي لوضع حدود قصوى لأسعار الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي يكسب دعما متزايدا من دول الاتحاد حيث يراه الكثير من الدول "الحل الوحيد" لوقف ارتفاع الأسعار.