Investing.com - ضربت الليرة التركية خلال تلك اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين للمرة الأولى في تاريخها مستويات الـ 18 ليرة / دولار بتراجع يتجاوز الـ 10%.
وسجلت الليرة مستويات 18.1675 ليرة/ دولار، لتصل إلى أدنى مستوى تاريخي جديد، جنبا إلى جنب مع إيقاف تداولات بورصة اسطنبول للجلسة الثانية على التوالي بعد تجاوز خسائر المؤشر الرئيسي حاجز الـ 5%.
وفي المقابل من الهبوط العنيف لليرة التركية ارتفع سعر جرام الذهب التركي بأكثر من 11% وصولا إلى أعلى سعر على الإطلاق عند مستويات قرب الـ 1060 ليرة/ جرام.
عاجل: حالة من الذعر تضرب الأسواق
انهيارات تاريخية
ونزلت الليرة التركية منذ قرار خفض الفائدة الاخيرة في 15 ديسمبر الجاري بأكثر من 23%، لتهوي من مستويات 14.7875 ليرة / دولار إلى المستويات الحالية.
بينما تراجعت الليرة التركية خلال تعاملات ديسمبر فقط بأكثر من 35% نزولا من مستويات 13.4732 ليرة/ دولار بنهاية تعاملات 30 نوفمبر الماضي.
ومنذ بداية العام ارتفع الدولار مقابل الليرة بأكثر من 144% صعودا من مستويات 7.4320 ليرة دولار بنهاية تعاملات ديسمبر 2020 إلى أعلى مستوياته على الإطلاق خلال تلك اللحظات.
ارتفاعات جنونية
وفي المقابل من الانهيار التاريخي لليرة التركية يأتي الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب في تركيا، حيث بدى ان الاتراك وجدو في التحوط بالذهب ضالتهم وسط انهيار الليرة وتسارع التضخم.
وارتفع أسعار الذهب في تركيا منذ بداية ديسمبر الجاري بحوالي 290 ليرة للجرام، صعودا من مستويات 770 ليرة/ جرام إلى المستويات الحالية أعلى 1060 ليرة / جرام.
وسجل سعر الهب بنهاية ديسمبر 2020 حوالي 454 ليرة/ للجرام الواحد، أي أن سعر الجرام ارتفع بأكثر من 600 ليرة بزيادة تخطت الـ 120%.
عاجل: انهيار دون توقف.. لم يمنعه التعليق
ضغوط عنيفة
جاءت تراجعات الليرة التركية وسط إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المضي قدما فيما أطلق عليه "الحرب الاقتصادية/ والنموذج الاقتصادي الجديد الذي يحارب الفائدة المرتفعة التي يراها شيطان.
ودافع أردوغان عن قرار خفض الفائدة وأن تركيا ستنجح في السيطرة على التضخم المرتفع من خلال الفائدة المنخفضة، حيث تم خفض الفائدة نحو 500 نقطة أساس منذ سبتمبر.
ومؤخرا أقال أردوغان ثلاثة من مسؤولي المركزي التركي، بينما عين وزير مالية جديد نور الدين النبطي، بدلا من لطفي إلفان آخر المعارضين لسياسة أردوغان بخفض الفائدة.
وتدخل البنك المركزي 5 مرات في سوق العملات في الأسبوعين الماضيين، حيث باع الدولارات لإبطاء انخفاض الليرة واستيعاب احتياطاتها من النقد الأجنبي التي استنزفت بالفعل.
وقال أردوغان السبت الماضي "عاجلا أم آجلا، فمثلما خفضنا التضخم إلى 4 % عندما وصلت إلى السلطة، سنخفضه مرة أخرى، وسنجعله ينخفض مرة أخرى، لن أسمح لأسعار الفائدة بسحق المواطنين".
تأتي تصريحات أردوغان بينما بلغ معدل التضخم السنوي 21 %بسبب مسعى الرئيس للتيسير النقدي الكبير الذي أدى إلى انهيار الليرة، وأضاف أردوغان أن السياسة الجديدة القائمة على أسعار الفائدة المنخفضة جزء من "حرب الاستقلال الاقتصادي".
وفي المقابل يرى خبراء الاقتصاد ووكالتي موديز وفيتش أن هذه السياسة "طائشة" ويتوقعون أن يرتفع التضخم إلى أكثر من 30% العام المقبل.
ماذا ينتظر الدولار: الدولار والذهب يتنافسان أمام مقاومات هامة فمن سيفوز؟
الليرة التركية تزيد صعوبات الحياة: الليرة التركية.. أوضاع المعيشة