تحركت الأسواق بشكل طفيف في تداولات الأمس نظراً لقلة البيانات الاقتصادية المهمة و قلق المستثمرين وسط التوترات بين روسيا و أوكرنيا, و استمرار المخاوف بشأن الشرق الأوسط.
فأنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الثلاثاء على تغييرات طفيفة بعدما شهدت تذبذباً ضيقاً خلال الجلسة, وأغلق مؤشر داو جونز صاعداً بـ 6 نقاط عند 16530، بينما هبط كل من مؤشر النازداك إلى 4389 (- 12 نقطة)، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً الذي يتكون من 500 شركة كبيرة إلى 1933 (- 3 نقاط). وفي أوروبا، أغلق مؤشر "ستوكس يوروب 600" دون تغيير يذكر عند 329، وانخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنقطة واحدة عند 6632، كما تراجع مؤشر داكس 30 الألماني إلى 9069 (- 112 نقطة)، ومؤشر كاك 40 الفرنسي إلى 4162 (- 36 نقطة).
و على صعيد العملات, فقد انخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.11% و اغلق عند مستويات 1.3369, بعد القراءات المتشائمة على ثقة المستثمرين في منطقة اليورو و ألمانيا. و تحركت العملة الموحدة تحت الضغط على أثر تراجع مؤشر ZEW للثقة الاقتصادية لمنطقة اليورو بشكل كبير الى قراءة 23.7 من 48.1 في يوليو تموز, بالاضافة الى السقوط الثامن على التوالي في قراءة مؤشر ZEW الألماني لثقة المستثمرين, حيث انخفضت الثقة بشكل غير متوقع الى مستويات 8.6 من مستويات 27.1 في الشهر السابق. و انخفض مؤشر الوضع الاقتصادي الحالي في ألمانيا ايضاً الى قراءة 44.3 في شهر اغسطس مسجلاً أدنى مستوى له هذا العام مقارنة مع توقعات الأسواق لقراءة تبلغ 54.0. و يُعزى الانخفاض الغير متوقع للتوترات الجيوسياسية, و الأهم من ذلك العقوبات المفروضة على روسيا التي تعتبر شريك تجاري لألمانيا في الصادرات.
و سجلت الولايات المتحدة الأمريكية عجزاً في الميزانية بقيمة 94.6 مليار دولار في يوليو, مقارنة بالفائض المحقق في الشهر السابق بقيمة 70.5 مليار دولار, و كانت الأسواق تتوقع عجزاً قدره 96.0 مليار دولار. بينما قد بلغت فرص العمل في الولايات المتحدة أعلى مستوياتها منذ 13 عام لتصل الى 4670000 وظيفة في يونيو مقارنة ب 458000 في شهر مايو.
و في التداولات الأسيوية لليوم, سجل الاقتصاد الياباني أسوأ بيانات ناتج محلي اجمالي منذ 2009, حيث انخفض الناتج المحلي كما هو متوقع من الأسواق بنسبة 1.7% في الربع الثاني. و أشار وزير الاقتصاد الياباني "أكيرا أماري" بأنه لا يوجد أي تغييرات في رأي الحكومة على الاقتصاد الياباني بعد بيانات الناتج المحلي الاجمالي, و اضاف بأنه من المرجح أن يستمر الاقتصاد الياباني بالانتعاش المعتدل و ان تأثير الضرائب سيبدأ بالزوال. بالاضافة الى ذلك فقد كرر البنك المركزي الياباني في محضرها بأن سياستها النقدية مرنة لتحقيق هدف التضخم على مستويات 2% على الرغم من اعاقة الطلب المحلي على أثر ارتفاع الضريبة. و قد خفض البنك المركزي التوقعات الاقتصادية في اليابان للعام الحالي 2014 بسبب تباطؤ الصادرات في البلاد.
و في أستراليا, قد ارتفعت ثقة المستهلك بنسبة 3.8% لتصل الى مستوى 98.5 في شهر اغسطس ارتفاعاً من مستوى 94.9. بينما انخفض مؤشر أسعار الأجور بنسبة 0.1% ليسجل قراءة 0.6%على أساس سنوي في الربع الثاني لعام 2014.
بينما تترقب الأسواق اليوم العديد من البيانات الاقتصادية المهمة. في بريطانيا ستصدر بيانات العمالة من طلبات اعانة البطالة و التغيير في معدل البطالة ثم تقرير التضخم من البنك المركزي البريطاني و حديث محافظها السيد مارك كارني. و تتجه الانظار في اوروبا الى الانتاج الصناعي و مزاد السندات الالمانية لأجل 10 سنوات. بينما الأعين في أميركا على مبيعات التجزئة و بقيمتها الأساسية, و بالختام مع حديث عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي دودلي.