بنظرة على ما حدث اليوم يمكننا القول بأن الأسواق تزداد تعقيدا، سوف نتناول فيما يلي الإشارات المتضاربة الصادرة من المؤشر الأوربي الرئيسي ستوكس 600.
بشكل عام، نرى أن سوق الأسهم الأوروبية شهد أمس انخفاضا، ويعلل ذلك بما شهده اليورو من ارتفاع -هذا الارتفاع من المتوقع له أن يضر بالصادرات الأوروبية. وبالتالي، نجد أن انخفاض اليورو اليوم من المتوقع له أن يدعم الصادرات الأوروبية.
من جانب تقني نرى أن ما حدث أمس كانت عملية جني أرباح بعد تحرك 3.5% لستة أيام. ويطلق على تلك النوعية من التحركات الحادة والسريعة "سارية العلم"، ويحدث توقف للسعر عندما يلاحظ المضاربون قوة ارتفاع السعر، ويكون هؤلاء المضاربون غير مشاركين، ولكنهم يرغبون في دخول السوق بسبب الارتفاع. ويقوم هؤلاء المضاربون بالشراء من المضاربين القدامى الذين دخلوا السوق قبل التحرك، ويرغبون الآن في الخروج مع أرباح.
هذه الحركة يتم تحديدها بناء على حجم المبيعات، نلاحظ بأن الحركة تحولت من حركة متراوحة إلى ترند صاعد، وبينما كانت الحركة صاعدة زادت معها كذلك حجم المبيعات، ولكن كان حجم المبيعات الأكبر متشكلا عند العلم المثلث. فإذا كان سبب تشكل العلم المثلث هو نقص الاهتمام، لكنا شهدنا انخفاضا في حجم المبيعات، بما إن النشاط سيكون أقل. ولكن ما حدث هو أن حجم المبيعات ارتفع، مما يظهر وجود نشاط عالي. وعليه فتكونت نظرة عامة متفائلة تبشر بارتفاع عدد المشترين في مقابل عدد البائعين، وهو ما دعم وجود ترند صاعد في العلم المثلث.
واليوم شكل الاتجاه الصاعد اختراقا جديدا للعلم المثلث، يشير إلى أن الترند الذي تشكل قبل حدوث انقطاع سيكمل طريقه.
ولكن هناك تحذير بشأن حجم المبيعات
طبقا لتحليل حجم المبيعات، نجد بأنه الحجم يجب أن يرتفع لكي يظهر بوضوح أن هذه الحركة الحاصلة في السوق تم ملاحظتها من جانب الأغلبية، وليس فقط بسبب وجود مجموعة محدودة من المشاركين سمحوا بحدوث تحرك بدون معارضة.
وتبدو الصورة العامة واعدة، إذ ارتفعت المتوسطات المتحركة النازحة ل 100 يوم (الأزرق) عن المتوسطات المتحركة النازحة ل 200 يوم (الأحمر) خلال الارتفاع الأخير، مما شكل صليبا ذهبيا. ونرى بأن المتوسطات المتحركة النازحة ل 50 يوم (باللون الأخضر) ضمت نفسها للترند الصاعد منذ 29 أغسطس؛ وتظهر بذلك نقطة حدوث ضغط بين العرض والطلب، وكذلك أهمية الترند الصاعد هذا.
وما يزال الرسم البياني الأسبوعي ينذر بسوء طالع.
وشكل سعر الأسبوع الماضي شمعة عالية الموجة. والحقيقة أن المستثمرون حاولوا الارتقاء لأعلى وفشلوا، ومن ثم حاولوا النزول لأسفل وفشلوا أيضا، وانتهى بهم الأمر ألا يفعلوا شيئا، مما سمح للسعر أن يغلق على نفس سعر الافتتاح، مما يشير إلى أنهم فاقدين الاتجاه. المستثمرون يسيرون بلا هدى، والشمعة التي تكونت تنذر باحتمال حدوث انعكاس. وحقيقة أن تكون الشمعة جاء مع ارتفاع محدود للسعر، يجعل من إنذارها أقوى.
الخلاصة:
كيف يقرر المستثمر في ظل كل الإشارات المتعارضة هذه؟
يراقب مرشدي رالف أكامبورا (والمعروف أيضا بالأب الروحي للتحليل التقني) السوق منذ 50 عام وتنبأ مخالفا لكافة من حوله بأن التسعينيات شهدت أكبر سوق منتعشة في تاريخ الولايات المتحدة. قال لي بأنه كلما زادت خبرته أدرك بأن التركيز يجب أن ينصب على السعر.
واتباعا لنصيحة الأب الروحي، نشك بوجود اتجاه صاعد منتعش، على الرغم من حجم المبيعات المنخفض في ارتفاع نموذج العلم المثلث.
وفي الوقت نفسه، نجد أن المؤشر أكمل مثلث صاعد منذ مايو الماضي.
ويعكس هذا النموذج الحماس الفائض من جانب المشترين، مقارنة بالبائعين، حيث تجاوز عدد المشترين عدد البائعين عند قمة المثلث.
ومن ناحية أخرى، يتوجب على المستثمرين الحذر من وجود فخ، إذ أن الارتفاع نسبته 0.93% فقط ولم يتجاوز نسبة فتلر 1.00%. وأيضا، نجد بأن حجم المبيعات لا ينطق عليه شروط الارتفاع، إذ أنه انخفض.
وتظل الذروة العالية المسجلة في يناير تفوق 400، وتستمر في الاتجاه الصاعد.
استراتيجيات التداول: المراكز الطويلة
• الاستراتيجية المحافظة: ربما ترغب في وجود حجم مبيعات أكبر، بجانب تجاوز ذروة يناير التي بلغت 400.11، ويتبعها حركة رجوع لاختبار سلامة العلم المثلث.
• الاستراتيجية المعتدلة: الانتظار لحجم مبيعات أكبر، أو ذروة أكبر، قبل الدخول في مراكز طويلة.
• الاستراتيجية العنيفة: يمكن الدخول الآن في مراكز طويلة، مع وقفة عند الانخفاض عن 396.
الأهداف
• العلم المثلث: ارتفاع سارية علم: بمقدار 13.50 يورو من نقطة الانطلاق للصعود.
• المثلث الهابط: ارتفاع المثلث: يبلغ 30.50 يورو من نقطة الانخفاض المفاجئ.