تقدمت الأسهم الأمريكية أمس، وحقق أثنان من أشهر المؤشرات أرقاما قياسية جديدة عند الإغلاق. ويرجع ذلك إلى ما أشارت إليه الشركات حول أثر الإصلاح الضريبي الأكبر في 30 عام على زيادة الأرباح في 2018.
صعد إس آند بي 500 500 0.94%، ليسجل أعلى ربح منذ نوفمبر. ويعد هذا أكبر رقم قياسي للإغلاق، ولكن ليس أكبر رقم قياسي للارتفاع.
وتقدم (NYSE:داو جونز الصناعي) 1.27%، أي ما يزيد على 300 نقطة. وعلى نموذج الشموع اليابانية تجاوز طول الشمعة الخضراء لليوم، طول الشمعة الحمراء أمس؛ أي أن المؤشر أكمل صعوده، وأغلق على مستوى أعلى من 26,000، ويعد هذا رقم إغلاق قياسي ورقم قياسي في العموم. ويقفز داو جونز إلى انجاز ألفي جديد بخطى سريعة، بعد 8 أيام فقط من إنجازه الأخير. ولكن يظل السؤال متعلقا بما إذا كان هذا الرقم القياسي يدعم استدامة السوق المنتعشة، أم أن الجشع سيطيح به؟
ارتفع ناسداك المركب 1.02%، ليسجل رقم إغلاق قياسي، ولكنه ليس برقم قياسي عام.
وارتقى (NYSE:راسيل 2000)بنسبة 0.94%، مثلما فعل إس آند بي 500. ولم يحقق المؤشر أرقاما قياسية، رغم الآمال العريضة المعلقة عليه حول كونه أكبر مستفيد من خطة الضرائب الجديدة المطبقة على الشركات.
ولنظرة داخلية على قطاعات إس آند بي 500، نجد أن قطاع التكنولوجيا هو ما قاد المؤشر لأعلى بهامش ربحي كبير بلغ 1.50%، وجاء خلفه قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 0.93% متخلفا عن نسبة تقدمه السابقة 1.11%. وشهدنا أن كافة القطاعات الأخرى شهدت ارتفاعا، ولكن أرباحها لم تتجاوز النسبة المئوية. وجاء قطاع الصناعات متخلفا عن غيره بنسبة أرباح 0.48%.
واستحوذ قانون الضرائب الجديد على السوق. فرأينا أن القطاع المالي جنى أرباحا بنسبة 0.82، وذلك بفعل تجاوز بنك أوف أمريكا لكافة التقديرات، ليدلل على أنه من المستفيدين من خطة الإصلاح الضريبي. وتولت شركة آبل (NASDAQ:AAPL) قيادة ارتفاع قطاع التكنولوجيا في مؤشر ناسداك، وجاء هذا الارتفاع بعدما ذكرت الشركة أنها مستفيدة من خطة الإصلاح الضريبي الجديدة التي تتيح لها استرداد مليارات من الخارج، لاستثمارها داخليا في التوظيف والتسهيلات؛ كما تضمن لها نمو أكبر
وأصبح واضحا للعيان أن السبب المباشر والدقيق لهذا التفاؤل الذي يعم السوق، يرجع إلى خطة الإصلاح الضريبي، التي أهلت الشركات للحديث عن ضرائب الأصول المؤجلة. ولكن ما يزال الغموض يكتنف نتائج هذه الخطة على المدى الطويل. ولكن، لاحظنا أكثر من مرة وسجلنا تقارير منذ خروج بريطانيا من الاتحاد حول طريقة تعامل متداولو الاسهم مع عمليات الشراء، فهم يقومون بالشراء فورا، ويطرحون الأسئلة في وقت لاحق. وعليه، فنحن ليس في وسعنا سوى الانتظار، لكي نتبين بنهاية هذا العام نتيجة خطة الضرائب المؤجلة على الأرباح.
وأشارت تقارير صادرة من الحكومة الصينية إلى أن الاقتصاد نما بنسبة 6.9% خلال 2017، متجاوزا بذلك كافة التقديرات؛ ويعد النمو بهذه النسبة أكبر تسارع للنمو الاقتصادي في الصين في 7 سنوات. وجاء هذا النمو الضخم بفعل مجموعة من العوامل: قوة الصادرات، ونفقات التشييد، والاستهلاك. والعامل الأخير يعتبر أساسيا، إذا أن الصين وهي ثاني أكبر الاقتصاديات في العالم بذلت قصاري جهدها لدفع هذا القطاع، في إطار تمهيد طريقها للتحول من اقتصاد ناشئ، إلى اقتصاد نامي.
ورغم ذلك، يعتقد البعض أن بهذه البيانات مبالغة من الحكومة الصينية، ومن ضمن هؤلاء كانت صحيفة النيويورك تايمز التي عنونت تقرير لها ب: "اقتصاد الصين يبدو قويا، ربما أقوى من اللازم". ولكن هذا لم يمنع ما بثته تلك البيانات من قوة في آمال النمو العالمي. وأهلت السوق لتوقعات بأرباح عالية، ربما تدعم استمرار السوق المنتعشة للسنة القادمة وما بعدها، هذا وفقا لما ذكره استطلاع تمويل المديرين الصادر من بنك أوف أمريكا.
وافتتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع 0.25%، وصعدت إلى نسبة 0.38%، ومن ثم حدث هبوط لتحصل على أرباح متواضعة بنسبة 0.12%. والقطاعات المتقدمة كانت قطاعي: التجزئة، والتكنولوجيا. وجاء هذا التقدم حتى في ظل تعافي اليورو من انخفاض الأمس، الانخفاض الذي لم يقدم أي عون لسوق الأسهم. ومن ناحية تقنية، أشرنا في أحد التقارير إلى أنه هناك استمرار لعلم المثلث، الذي تسبب في ارتفاع مفاجئ للسعر، وحذرنا من وجود فخ ثيران. ومن ثم أشرنا إلى أن الفخ نُصب مما أخفق الارتفاع. وبارتفاع اليوم ثم السقوط أمد هذا العلم المثلث بالقوة، وأوسع مداه.
وشهدت الخزانة استقرار، بفضل عائد سندات أجل 10 سنوات الذي ارتفع بنسبة 2.6%، بعد انخفاص أمس على إثر ما دار من شبهات أن الكونجرس يتفادى إغلاق الحكومة..
ووجدنا اليوم أن مؤشر الدولار، الذي افتتح على انخفاض، ارتفع إلى سعر إغلاق أمس. ولكنه عجز عن الاحتفاظ بهذه الأرباح، وانخفض لنفس سعر الافتتاح.
وبالنسبة لليورو أكبر عملة يتم تداولها مقابل الدولار، شهدنا تعافي اليوم، على الرغم من التدخل الشفهي من البنك المركزي الأوروبي أمس لمحاولة خفض السعر.
وعلى صعيد آخر، شهدنا استقرار( للبتكوين) اليوم عند سعر 10,000 دولار، بعد يوم حفل بالتقلبات العنيفة. وبورصات الأسواق الناشئة جنت أرباح لليوم الخامس.
وتصارع البتكوين للارتفاع عن مستوى 10,000، مع تقلبات عنيفة لأعلى ولأسفل لليوم الثالث على التوالي؛ وذلك بعدما انعكس اتجاه الترند الخاص بها، ودخلت في سوق هابط. ويبدو أن الانخفاض الحاسم تحت مستوى 10,000 دولار، ربما يتخطى الخط الوهمي للمضاربين، ويمهد الطريق لانخفاض آخر.
وشهدنا استقرار في سعر نفط غرب تكساس، بسبب عقد الأوبك النية على خفض الإنتاج. وشهدنا أمس انخفاض محدود للنفط، ولكنه سرعان ما تعافى وحقق ربح بعدما نشرت الحكومة الأمريكية بيانات المخزون النفطي الصادرة اليوم، والتي تنبأت بانخفاض المخزون للأسبوع التاسع.
القادم هذا الأسبوع:
• يصدر اليوم تقرير بدايات بناء المنازل في الولايات المتحدة، والذي من المحتمل أن يشير لانخفاض في ديسمبر للمرة الأولى منذ 3 شهور، حيث أعاق المناخ الشتوي البارد العمل.
• لا تغيرات متوقعة في سياسات البنوك المركزية في كل من: إندونيسيا، تركيا، وجنوب أفريقيا.
تحركات السوق:
أسهم الشركات
• حاز ستوكس 600الأوروبي على ارتفاع 0.1 في تمام الساعة 8:27 بتوقيت لندن (3:27 بتوقيت منطقة شرقية)
• انخفض مؤشر MSCI العالمي بنسبة 0.1%.
• انخفض فوتسي 1000.2%، أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع.
• وارتفع داكس الألماني 0.2%.
العملات
• ارتفاع اليورو 0.2%، ليتم التداول عند 1.2208 دولار.
• جاء افتتاح مؤشر الدولار منخفضا بنسبة 0.22%، واستمر في الانخفاض إلى 0.28%، ليتم التداول الآن عند أدنى قيمة خلال الجلسة. ويشير ذلك إلى أن الدببة تتولى قيادة مؤشر الدولار.
• ارتفع الجنيه الاسترليني، ليتم التداول عند 1.3839 دولار، ليصل بذلك لأقوى مستوى في 19 شهر.
• ارتفع راندجنوب أفريقيا 0.4%، ليصل إلى 12.2498 راند لكل دولار، القيمة الأقوى في سنتين.
السندات
• زاد العائد على سندات أجل 10 سنوات للخزانة الأمريكية بما يقل عن 0.01، لتصل النسبة إلى 2.59%، وهي الأعلى في حوالي شهر.
• ارتفع العائد على سندات أجل 10 سنوات البريطانية بمقدار 0.03، لتصل إلى 1.334%.
• وجنت سندات أجل 10 سنوات الألمانية 0.02 لتصل إلى 0.58%، أكبر ربح في أسبوعين.
السلع
• تقدم الذهببنسبة 0.1%، ليتم التداول عند 1,328.77 دولار للأونصة.
• ولم يتغير سعر خام غرب تكساس الوسيط، يظل التداول عند 63.97 دولار للبرميل.
• وفي بورصة لندن للمعادن تقدم النحاس بنسبة 0.6%، ليتم التداول عند 7,077.22 دولار للطن المكعب.