تقدم الدولار الأسترالي مدفوعاً بعد أن أشار البنك الإحتياطي الأسترالي إلى بعض الثقة في تحسن معدل البطالة والتضخم كما أن الإرتفاع في اليوان الصيني يعزز المعنويات. حيث ترك البنك الإحتياطي الأسترالي سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى قياسي منخفض بلغ 1.5 % في إجتماعه 22 على التوالي في أغسطس.
إنها أطول وقفة سياسية في تاريخ البنك الإسترالي الحديث وسط تباطؤ في التضخم والأجور, وكانت آخر مرة قام فيها البنك الإحتياطي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة في أغسطس 2016 بمعدل 25 نقطة أساس. قد إنعكس ذلك في البيان الأخير حيث لا يزال البنك الإحتياطي الأسترالي يبدو مستعداً لإبقاء معدلات الفائدة معلقة في المستقبل المنظور.
أهداف صانعي السياسة ببنك أستراليا
مع الأخذ بعين الإعتبار كما يرى رئيس البنك فيليب لوي وزملائه أن موقف السياسة النقدية دون تغيير في هذا الإجتماع سيكون متسقاً مع النمو المستدام في الإقتصاد. حيث بلغ الإقتصاد الأسترالي 27 عاماً دون ركود في 30 يونيو, وهو توسع مدعوم بالهجرة المرتفعة.
كما يستمر البنك بإبقاء مستوى أسعار الفائدة منخفضة لدعم الإقتصاد الأسترالي, ومن المتوقع إحراز مزيد من التقدم في الحد من البطالة وعودة التضخم إلى الهدف على الرغم من أن هذا التقدم من المرجح أن يكون تدريجياً.
مع ذلك, سيقدم البنك الإحتياطي الأسترالي تحديثاً لتوقعاته الإقتصادية في البيان الفصلي للسياسة النقدية بنهاية هذا الأسبوع يوم الجمعة, ولا يبدو أننا سنرى أي تغييرات كبيرة أخرى في بيان السياسة النقدية يوم الجمعة. حيث يشير البنك الإحتياطي الأسترالي اليوم إلى أن التوقعات المركزية للإقتصاد لم تتغير.
النمو
وبالنظر إلى الإقتصاد الأسترالي على نطاق أوسع أبقى البنك الإحتياطي الأسترالي على توقعاته بشأن النمو دون تغيير. حيث لا تزال توقعات النمو دون تغيير عن الشهر السابق, ومن المتوقع أن يزيد متوسط الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% في عام 2018 وعام 2019.
التضخم
أيضاً أن تحقيق هدف التضخم بمرور الوقت حيث كانت بيانات التضخم الأخيرة متوافقة مع توقعات البنك, وإرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.1% وبالفعل كان التضخم قريباً من 2%. أما التوقعات المركزية هي أن يكون التضخم أعلى في عامي 2019 و 2020 مما هو عليه حالياً.
سوق العمل
واصل أعضاء اللجنة تقييمهم المتفائل لسوق العمل مسلطين الضوء على القفزة الأخيرة في معدلات الشواغر الوظيفية وإلقاء نظرة إيجابية على مؤشرات التوظيف الرئيسية الأخرى. ما زال معدل البطالة الحالي عند 5.4%, ومن المتوقع حدوث إنخفاض تدريجي آخر في معدل البطالة على مدى العامين المقبلين إلى حوالي 5 ٪.
بينما نمو الأجور لا يزال منخفضاً بهذا من المرجح أن يستمر هذا لفترة من الوقت على الرغم من أن التحسن في الإقتصاد سيشهد بعض الإرتفاع في نمو الأجور بمرور الوقت.
التحديات بمواجهة العملة والإقتصاد
ما زال الدولار الأسترالي يواجه المزيد من التحديات, ومن المحتمل أن ينخفض الدولار الأسترالى إذا إستمر معدل العوائد النقدية والسندات فى الإتساع أكثر من الولايات المتحدة. حيث هناك عامل تأرجح الدولار الأسترالي الذي يتداول عند مستويات 74 تقريباً, وقد بقي في نطاق ضيق نسبياً في الأسابيع الأخيرة.
سوق الإسكان
هو التحدي الأكبر حيث من المؤكد تقريباً دفع بصانعي السياسة بالبنك الإحتياطي الأسترالي إلى الإبقاء على سعر الفائدة عند مستوى قياسي منخفض في إجتماعهم اليوم الثلاثاء. في حين أن وجهة نظر بنك الإحتياطي الأسترالي حذرة إتجاه سوق الإسكان لا تزال راسخة بقوة. فأن أسعار المنازل في سيدني تميل إلى الإنخفاض لمدة عام آخر على الأقل.
الحرب التجارية
نظراً للأجور الرديئة في البلاد والتضخم الضعيف, والعملة المرتبطة بالحدود والتعرض لحرب تجارية عالمية. حيث يتعرض فيليب لوي رئيس بنك أستراليا لضغوط من أجل تشديد السياسة مثل نظرائه في العالم, وهي محاولة قاومها والتي قد تقدم مبرراً في ظل تزايد إحتمالات نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين.
تعتبر أستراليا هي أكثر الإقتصادات المتقدمة إعتماداً على الصين حيث يذهب ثلث صادراتها إلى هناك. حيث كثيراً ما تستخدم العملة كوسيلة للمراهنات على الصين ويمكن لأي إنتكاسات لثاني أكبر إقتصاد في العالم أن تتحول إلى العملة. مع ذلك, إن التوترات في التجارة العالمية ستزداد سوء قبل أن تتحسن, ولذلك لا تزال مخاطر الدولار الإسترالي على المدى القريب مائلة إلى الجانب السلبي.
كما سيأتي الإختبار الكبير للدولار الأسترالي في أوائل سبتمبر مع الإعلان المحتمل عن فرض الولايات المتحدة رسوماً إضافية على الصين.
النظرة الفنية
عزز الدولار الأسترالي مكاسبه بعد بيان البنك الإحتياطي الأسترالي بما يخص معدل الفائدة, وصعد زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي أكثر من 0.65% تقريباً إلى 0.7436.
حالياً مع إستمرار الإتجاه الصعودي قد يستهدف السعر مستوى 0.7447 متوسط متحرك 50, وإذا ما نجح وحافظ على تداولاته أعلاها سوف يواجه الزوج مقاومة صعبة حول مستوى 0.7505. الذي إذا نجح بإختراقها قد يعزز بالسعر لإستهداف مستوى 0.7655 متوسط متحرك 200 يوم.
بينما إذا ما عاد وفقد الدولار الأسترالي مكاسبه سيواجه الزوج مستوى دعم أولي عند 0.7390 ثم 0.7355, وإختراق هذا المستوى يدفع بالسعر لإستهداف قاع هذا العام عند 0.7310. حيث أختراق هذا المستوى يضع المزيد من الضغط التراجعي لإستهداف مستوى الدعم 0.7170.