تقدمت أسواق الأسهم في كلاً من آسيا وأوربا والولايات المتحدة في اليوم الأخير من جلسات شهر أكتوبر, والذي يعتبر أسوأ شهر للأسهم العالمية في أكثر من ست سنوات كما وضحنا في مقالتنا السابقة (أسواق الأسهم العالمية بدأت تستوعب أثار الحرب التجارية) حيث فقدت أغلب الأسهم معظم مكاسبها في 2018.
ومع بداية جلسات أول يوم في نوفمبر تقدمت معظم الأسهم في آسيا اليوم الخميس كما تفوقت الأسهم الصينية وهونغ كونغ في الأداء بينما إنخفضت الأسهم اليابانية مع تأثير قطاع الإتصالات على المخاوف من ضغوط الأسعار.
أما في أكتوبر تفوقت الأسهم الأوروبية على نظيراتها في الولايات المتحدة هذا الشهر للمرة الأولى منذ أبريل حيث تقلصت من قيمة التخفيضات التي كانت تسجل قبل أسبوع واحد فقط.
على الرغم من أن كلا المعيارين أقل في شهر أكتوبر حيث يزن المستثمرون تأثير الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية وتصعيد الحرب التجارية, وحقق مؤشر يوروب ستوكس 600 تفوق على مؤشر ستاندرد آند بورز 500. في على الأغلب قادت شركات التعدين وشركات الطاقة الإرتفاعات التي حققتها قطاعات مؤشر يوروب ستوكس 600.
إرتفعت الأسهم الأمريكية في اليوم الأخير لواحد من أسوأ الشهور في السوق الصاعدة حيث زادت أرباح فيسبوك من أسهم التكنولوجيا, وتوجه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أول مكاسب متتالية ليومين في شهر أكتوبر وإرتفعت أرباح جنرال موتورز (NYSE:GM) وتقدمت تي موبايل وسبرينت التي تجاوزت التوقعات.
حيث إرتفعت أسهم شركة جنرال موتورز بعد أن سجلت الشركة إرتفاعاً مفاجئاً في الأرباح, ويأتي هذا بسبب الطلب القوي على سيارات كاديلاك ذات الأسعار المرتفعة في الصين وسيارات الدفع الرباعي في الولايات المتحدة.
كما ألمحت الشركة إلى أن أرباح العام بأكملها قد تكون في أعلى نطاق لتوقعاتها. كما صرحت الشركة بأنها تتوقع أن تحقق أرباح العام أعلى مستويات التوجيه السابقة, والتي تراوحت بين 5.80 دولار و 6.20 دولار للسهم.
حيث يأمل المتداولين في الأسهم أن يستمر هذا الإرتداد الإيجابي بعد سلسلة من الإرتدادات السلبية في الأسابيع القليلة الماضية, والتي سرعان ما فتحت الطريق للإنخفاض حيث تكبيد خسائر بمقدار 8 تريليون دولار من أسواق الأسهم على مستوى العالم. حيث إنخفض مؤشر MSCI All-Country World Equity Index بأكثر من 8٪ في أكتوبر محققاً أسوأ أداء شهري منذ مايو 2012.
شهدت الأسواق الناشئة تراجع حاد في أكتوبر بالمنطقة الحمراء مع بيع الأسهم العالمية, والقلق بشأن مسار تشديد السياسة من البنك الفدرالي وتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يزعزعان فرصة الإنتعاش في الإقتصادات الأكثر تضرراً هذا العام.
حيث نخفض مؤشر MSCI للأسواق الناشئة للأسهم بنسبة 9.1% في أكتوبر كأسوأ شهر منذ أغسطس 2015, ومع ذلك قفزت توقعات الربح في شركات الأسواق الناشئة بنسبة 39% مما يجعلها فرصة جذابة للمستثمرين ذوي القيمة.
أيضاً إنخفض مؤشر MSCI لعملات الدول الناشئة بنسبة 1٪, ولكن البيزو الأرجنتيني في طريقه إلى أن يصبح الأفضل أداءاً بين نظرائه هذا الشهر حيث وافق صندوق النقد الدولي على مبلغ أكبر من التمويل. كما عززت الليرة التركية من خلال تخفيف التوترات السياسية مع الولايات المتحدة, وإكتسبت العملة البرازيلية بعض التفاؤل بشأن إنتصار يول بولسوناروهو الصديق للسوق في الإنتخابات الرئاسية.
مع ذلك, فمن المحتمل أن لا يؤدي بيع الأسهم العالمية إلى تعطيل بيئة أكثر دعماً لعملات الأسواق الناشئة. قد تكون نتائج الشركات هي المفتاح للحفاظ على مكاسب الأسهم فيما يترقب المستثمرين الأرباح من شركة آبل (NASDAQ:AAPL) بعد الإغلاق اليوم الخميس.
لكن المخاطر التجارية ما زالت في تزداد, ومن المقرر صدور تقرير الوظائف الأمريكية يوم الجمعة. كما أن نوفمبر هو موعد إنتخابات التجديد النصفية الأمريكية والعقوبات الأمريكية على إيران وكلها لها القدرة على زيادة التقلبات بالأسواق.
تويتر: Abdelhamid_TnT@