ما زالت مستمرة موجة بيع الأسهم التي قضت على مكاسب هذا العام بالنسبة للأسهم الأمريكية إلى آسيا ويبدو أنها ستغمر أوروبا, وإقتربت الأسهم في منطقة آسيا من الدخول في سوق هابط وسط هبوط الأسهم الصينية التي كانت عرضة للتقلبات وسط محاولات الحكومة لتهدئة عمليات البيع.
بينما إرتفعت السندات السيادية الأوروبية والعملة الموحدة قبيل إجتماع البنك المركزي الأوروبي بوقت لاحق اليوم حيث سيتم التدقيق في توقعات إقتصاد منطقة اليورو.
يأتي هذا البيع وسط مخاوف من أرباح الشركات والنمو الإقتصادي الذي بلغ ذروته وسط إرتفاع تكاليف الإقتراض. مما أدى إلى إرتفاع أصول الملاذ مثل الذهب والين في حين حافظت سندات الخزانة على المكاسب وإرتفع الدولار.
يبدو أن المعنويات في أكتوبر بدأت تفقد من قبل المستثمرين حيث تستعد الأسهم العالمية لأسوأ شهر لها منذ أكثر من ست سنوات مع بدء تأثيرات التوترات التجارية والأحداث الجيوسياسة وإرتفاع أسعار الفائدة المتسارع من قبل البنك الفدرالي الأمريكي.
مما يجب على جميع المتداولين على وجه الخصوص المستثمرين بأسواق الأسهم في أنحاء العالم أن يتعين عليهم التعود على فكرة وجود بيئة أسعار فائدة أعلى والتأثير المحتمل على الأرباح. كما لا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق بسبب تدفق الأرباح في حين أن معظمهم ممتازة, وذلك بسبب تحذيرات بشأن التأثير المستقبلي للتعريفات الجمركية وإرتفاع أسعار الصلب والتعريفات الأمريكية.
أغلب الأسهم العالمية تفقد أغلب مكاسبها هذا العام!
الأسواق الأسيوية,,
تراجعت مؤشرات الأسهم في جميع أنحاء آسيا مما دفع مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية إلى الدخول في سوق هابطة, وفقد مؤشر نيكاي225 ومؤشر توبكس الياباني لبورصة طوكيو عند أدنى مستوى له في أكثر من عام بمقدار أكثر من 4% خلال جلسات الأمس حتى اليوم.
الأسواق الأمريكية,,
فقدت أغلب المؤشرات الأمريكية مكاسبها خلال جلسات الأمس ووسع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هبوطه في أكتوبر أكثر من 9% مما يجعله أسوأ شهر منذ فبراير 2009, وتراجع أيضاً مؤشر داو جونز بأكثر من 7% في حين أن مؤشر ناسداك إنخفض بأكثر من 8% خلال هذا الشهر.
وإنخفض عدد المشاركين في مؤشر ستاندرد آند بورز بأكثر من بنسبة 18% من أعلى مستوياته في 52 أسبوعاً خلال إغلاقات يوم أمس مقارنة مع 15% بقاع السوق في فبراير, وقد شوهدت هذه الخسائر الواسعة الإنتشار آخر مرة في عام 2015.
حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب هذا العام بعد تقارير الأرباح المختلطة من شركات مثل شركة اي تي اند تي (NYSE:T) و تكساس إنسترومنتس (NASDAQ:TXN) قبل أن يرتفع بعض الشئ اليوم على بيانات مكاسب شركة تسلا.
في الوقت الذي يتراجع فيه تراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 الحالي من حيث القاع إلى مستويات أخرى من السوق التي شهدتها الأسواق هذا العام إلا أن الأسهم الفردية تسير بشكل أسوأ. مع ذلك, دفع هبوط هذا الشهر في الأسهم الأمريكية مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مكان نادراً ما يتجه إليه, وهو دون متوسط متحرك 200 يوم حيث لم يشهد هذا النطاق منذ يناير 2016.
الأسواق الأوروبية,,
شهدت الأسواق الأوروبية تراجع حاد على صعيد الأسهم والعملة الموحدة في ظل التحديات التى تواجها الكتلة الأوروبية بما يخص أحداث البريكسيت, وكذلك أزمة الميزانية الإيطالية التي تم رفضها. حيث قال رئيس الوزراء جيوسيبي كونتي إن حكومته ليس لديها "خطة بديلة" لميزانيتها.
كما يترقب المستثمرين بوقت لاحق البيانات الواردة من المؤتمر الصحفي لرئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي, وما يمكن لواضعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي أن يؤكدوا أن شراء الأصول سينتهي هذا العام بالإضافة بما يخص إبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات قياسية خلال صيف 2019.
ووضحنا ما هي السيناريوهات المتوقعة وما أثرها على اليورو في مقالتنا بالأمس (اليورو تحت الضغط قبل إجتماع البنك المركزي الأوروبي. فهل يستمر ذلك؟) تلك المخاوف التجارية العالمية والأزمات التي تواجها المنطقة الأوروبية أدت إلى تراجع حاد في أكتوبر للمؤشرات الأوروبية.
حيث تراجع مؤشر يوروب ستوكس600 لينخفض بنسبة أكثر من 8% في أكتوبر مسجلاً أدنى مستوى له في 23 شهراً مع إنخفاضه لليوم السابع على التوالي, وتراجع مؤشر الداكس الألماني بأكثر من 9% خلال أكتوبر نحو أقل مستوى في أكثر من عامين.
تراجع أيضاً مؤشر كاك40 الفرنسي بأكثر من 8% بجلسات أكتوبر عند أقل مستوى منذ مارس 2017 خلال جلسات أمس الأربعاء, ومؤشر فوتسيMIB الإيطالي أكثر من 13% من نهاية 2016 وإرتفاع العوائد على أثر أزمة الميزانية التي لم تحصل على موافقة نهائية من المفوضية الأوروبية. بالإضافة لمؤشر فوتسي 100 البريطاني الذي تراجع بنسبة أكثر من 7% عند أقل مستوى منذ فبراير الماضي.
الأسواق الناشئة,,
وسع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة إنخفاضه في 2018 إلى أكثر من 18%, وهو أكبر من أي إنخفاض كامل منذ عام 2011. كما نعلم هذا التراجع يأتي في ظل التحديات التضخمية التي تواجها بعض دول الأسواق الناشئة, وتصعيد الحرب التجارية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد ثاني أكبر إقتصاد بالعالم الصين.
حيث تراجع الأسهم في الأسواق الناشئة هذا العام هو أسوأ من عام 2015, وذلك عندما صدمت الصين العالم بخفض قيمة اليوان. كذلك مع بدأ السياسة التشديدية وقيام البنك الإحتياطي الفدرالي برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
تويتر: Abdelhamid_TnT@