لا يبدو أن طريق اليورو سيكون سهلاً أبداً. تأتي التعقيدات والتحديات من كل الجهات , سياسية واقتصادية وحتى المؤشر البياني يوضح لنا ان المعنويات ما تزال سلبية. هناك توضيح مهم , كنا وما زلنا من الواثقين بقدرة العملة الأوربية الموحدة على الارتفاع ولكن هذا لا يعني أن الضعف قد انتهى حالياً أو أن الارتفاع سيحدث فجأة وبيوم واحد !
المخطط البياني الشهري المرفق يوضح تماماً أن المعنويات ما تزال سلبية اتجاه الشراء . ستة أشهر كاملة تقريباً منذ حزيران الماضي وحتى الآن بقي هامش التقلبات ضعيفاً بين 1.18$ و 1.13$ , دون أن ينجح اليورو بتحقيق اختراق قوي للأعلى أو أن يأخذ اتجاهاً صاعداً بالكامل . المستويات الحالية لليورو هي الأدنى منذ حزيران 2017 , تشكل فنياً مستويات دعم مهمة للشراء المتوسط الأجل وليس للمضاربة اليومية .
تبين الأرقام الأسبوعية الرسمية الصادرة عن اللجنة الأمريكية لتداول السلع والعقود الآجلة أن مستويات بيع اليورو ارتفعت خلال الأسبوع الفائت الى 47 ألف عقد من 37 ألف عقد سابقاً. قد لا تكون الأرقام كبيرة جداً ولكنها تشير بلا شك الى بقاء المعنويات سلبية اتجاه شراء اليورو على الأقل حالياً.
ثلاثة نقاط أساسية ستحدد مسار اليورو خلال الفترة القادمة :
أولاً , نجاح أو فشل المفاوضات مع بريطانيا , والتوصل الى اتفاق نهائي بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوربي . لاشك أن الاتفاق سيكون ايجابياً لليورو استناداً الى تحسن شهية المخاطرة والتوقعات الإيجابية للتجارة والجمارك والحدود وغيرها.
ثانياً , الأرقام الاقتصادية من ألمانيا وفرنسا خصوصاً . كانت الأرقام خلال الشهرين الفائتين ضعيفة ولا تشجع حقيقةً على الرهان بقوة على اليورو لأن المركزي الأوربي أصلاً لن يكون بوضع يسمح له برفع الفائدة أو انهاء برنامج شراء الأصول في موعده المحدد سابقاً مع نهاية العام الجاري , لأن هكذا أرقام سلبية ستدفع المركزي الأوربي مجدداً الى سياسة متكيفة متساهلة اتجاه بقاء اليورو ضعيفاً.
ثالثاً ,لم يبدي ماريو دراغي نفسه , رئيس البنك المركزي الأوربي ارتياحاً للأرقام الصادرة خلال الفترة الأخيرة وقال انها مخيبة للآمال. لا يريد ماريو دراغي يورو قوي حالياً, ولكننا نعتقد أن المركزي الأوربي لن يغير جذرياً من سياسته النقدية أو التزامه السابق اتجاه Forward Guidance , ولذلك نعتقد أن اليورو بموقع يسمح له بالارتفاع تدريجياً ولكن أبطئ من التوقعات السابقة.