سجلت الأسهم الآسيوية تبايناً بجلسات اليوم الأربعاء حيث إنخفضت الأسهم في اليابان مع تراجع مؤشر نيكاي 25 وإنخفض مؤشر توبكس الياباني بنسبة 0.6% عند الإغلاق, وإرتفعت في كوريا مع صعود مؤشر كوسبي أكثر من 0.45%, وتذبذبت في هونج كونج والصين حيث كان مؤشر هانغ سنغ مستقراً بعد أن تأرجح بين المكاسب والخسائر.
بينما إستقرت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بعد إنخفاضها يوم أمس الثلاثاء في جميع المؤشرات الرئيسية بقيادة إنخفاض في أسهم التكنولوجيا, وهذا دفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لتحقيق ثاني أسوأ أداء يومي في 2019. بينما أشارت العقود الأوروبية إلى خسائر محدودة خلال الجلسات الآسيوية.
هذا الإختلاط كان واضحاً بالأسواق مع قيام المتداولين بتشكيل شكوك مستمرة حول إحتمالات التقدم في محادثات التجارة مع وجود مؤشرات على التحفيز الصيني, والتحركات لإنهاء إغلاق الحكومة الأمريكية.
من جهة أخرى, بدأ تباطؤ واسع في النمو الصيني يؤذي إقتصادات الأسواق الناشئة, وعلى الرغم من ذلك فإن أسواق العملات كانت متفائلة للغاية خاصة في آسيا. بينما يرى الإقتصاديون إن ضعف بيانات التجارة الآسيوية يظهر أن النمو الإقتصادي في البلدان النامية يزداد سوءاً وأن درجة الضعف في المنطقة قد إزدادت.
كما يتوقعون أن كلاً من كوريا وتايوان وسنغافورة هم الأكثر عرضة للخطر حيث من المحتمل أن تشعر عملاتها بتزايد الضغوط التنافسية على الجانب السلبي في الأشهر المقبلة.
بنك اليابان يظهر مخاوفه!
يعكس تحرك بنك اليابان لتخفيض توقعاته للتضخم حقيقة مؤلمة وإظهار مخاوف صانعي السياسة, وهذا يعني النظرة المريرة بأن بنك اليابان سوف يستمر في تحفيزه للمستقبل المنظور. يأتي ذلك بعد أن كان قرار الحفاظ على السياسة النقدية بدون تغيير في أول إجتماع للبنك بعام 2019.
حيث ترك بنك اليابان سعر الفائدة الرئيسي على المدى القصير دون تغيير عند -0.1% في إجتماعه اليوم 23 يناير, وحافظ على هدف العائد على السندات الحكومية لمدة 10 سنوات عند حوالي الصفر في المائة.
أما في في تقرير التوقعات الإقتصادية الفصلية خفض بنك اليابان توقعات التضخم في العام المالي 2018 إلى 0.8٪ في إجتماع يناير 2019 من 0.9٪ سابقاً في إجتماع أكتوبر 2018. بالإضافة إلى ذلك يتوقع صانعى السياسة الآن أن يبلغ معدل التضخم 1.5% في السنة المالية 2020 من التقدير السابق البالغ 1.6% في إجتماع أكتوبر 2018.
وبعيداً عن توقعات التضخم الأقل خلال العام المالي 2020 أشار بنك اليابان إلى القلق بشأن إحتمال أن تؤثر المخاطر الخارجية على ثقة الأسر والشركات, وهو سبب آخر للحفاظ على الدعم النقدي. لكن في نفس الوقت فإن تراكم الإختلالات المالية يعني أنه يجب أن يراعي المخاطر الناجمة عن تخفيفه الشديد.
حيث أوضح بنك اليابان أنه يراقب إتجاهات نمو الصين وتقدمها بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين من أجل الحصول على تلميحات حول كيفية تأثير الظروف الخارجية.
وفيما يتعلق بنمو الناتج المحلي الإجمالي توقع بنك اليابان أن ينمو الإقتصاد بنسبة 0.9% في السنة المالية 2018 أي أقل من نسبة 1.4% التي تم تقديرها سابقاً بإجتماع أكتوبر. أما في السنة المالية 2019 توقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.9%, وفي ملاحظة إيجابية إلى حد ما رفع بنك اليابان توقعاته للنمو للعام المالي 2019 والسنة المالية 2020.
قد يعكس هذا جزئياً الدعم المالي المزمع من جانب رئيس الوزراء شينزو آبي قبل رفع الضرائب على المبيعات في أكتوبر من هذا العام, والتفسير الأقل تفاؤلاً هو أن التوقعات الأعلى للنمو الحقيقي تعكس فقط التخفيضات في توقعات التضخم.
بشكل عام,
مدد الين خسائره مقابل الدولار بعد أن ترك بنك اليابان سياسته دون تغيير وخفض توقعات التضخم مرة أخرى, ولكن هذا قد على المدى القصير حيث لا يزال الين يحافظ على مكانته كملاذ آمن في ظل التحديات العالمية من مخاوف نمو أو نزاعات السياسة الأمريكية أو الحرب التجارية ومخاوف البريكست القائمة حتى الآن.
كل ذلك قد وضحناه في مقالتنا السابقة بمدونة شركة أوربكس وأثرها على تحرك عملة الين الياباني, ويمكن الإطلاع على المستويات السعرية من هنا (لماذا يتوقع المراقبين تألق الين الياباني في 2019؟).
أما بهذا التخفيض للتوقعات فمن غير المحتمل أن ترتفع أسعار المستهلك كثيراً في أي وقت قريب, والأكثر من ذلك أن البنك لا يزال يرى مخاطر على النمو والتضخم بأن تتجه نحو الهبوط.
كما أوضح مخطط بنك اليابان أن أعضاء مجلس الإدارة خفضوا توقعاتهم للتضخم بما يتماشى مع إنخفاض أسعار النفط, وأن معظمهم لا يزالون يرون مخاطر سلبية على توقعاتهم. أيضاً قد تؤدي التخفيضات المحتملة في رسوم خدمات الهاتف المحمول إلى إضعاف أسعار المستهلك على المدى القصير.
مع ذلك, فإن تأثير هذا قد يتغير بمرور الوقت فعلى سبيل المثال أشار "كورودا" رئيس بنك اليابان إلى أن إنخفاض رسوم الهاتف قد يؤدي إلى زيادة الإنفاق الإستهلاكي مما يدعم الأسعار على المدى المتوسط إلى الطويل.
تويتر:
Abdelhamid_TnT@