هزت تغريدتان من الرئيس "دونالد ترامب" الأسواق العالمية سعياً لتكثيف الضغوط على الصين للحصول على مزيد من التنازلات.
تراجعت الأسهم العالمية وصعدت العقود الآجلة للخزانة بعد أن أثار تهديد الرئيس "دونالد ترامب" بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية شكوكهم فيما إذا كانت الجولة المقبلة من محادثات التجارة هذا الأسبوع ستتأخر.
شهدت جلسات بداية الأسبوع اليوم الإثنين تراجع أغلب الأسهم العالمية مع عودة مخاوف الحرب التجارية للساحة، وفقدت مؤشرات الأسهم الامريكية أكثر من 2% لتفقد بذلك مكاسبها القياسية مع بداية شهر مايو الجاري. في حين تراجعت الأسهم الأوروبية وتراجعت الأسهم الصينية مع انخفاض المؤشر الرئيسي في شنغهاي بنسبة 6.6%.
يعتبر هذا أكبر إنخفاض لمؤشر "شنغهاي المركب" في أكثر من ثلاث سنوات، وخسر مؤشر شنغهاي مستوى دعمه عند 3000 الذي حافظ عليه لأكثر من شهر في صعود هذا العام الذي يعد أحد أفضل مؤشرات الأسهم أداء في العالم.
فقد ارتفع بنسبة 17% حتى بعد انخفاض يوم الاثنين، مدعوماً بشروط ائتمانية أقل صرامة في الصين مما يدل على أن أكبر اقتصاد في آسيا يستقر بعد عام 2018 الصعب.
فقد أيضاً اليوان الصيني مكاسبه مقابل الدولار الأمريكي نحو أقل مستوى منذ يناير 2019، وأثرت تصريحات وتهديدات الرئيس ترامب بشكل كبير على قيمة اليوان حيث فقد أكثر من 11% خلال 2018 قبل أن يرتفع مع مكاسب تقدر 4% منذ ديسمبر الماضي مع بدأ المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم.
بعد أكثر من 14 ساعة من تهديد الرئيس "دونالد ترامب" برفع التعريفات الجمركية على السلع الصينية من جديد، وهدد بمضاعفة التعريفات الجمركية على السلع الصينية البالغة 200 مليار دولار بالإضافة إلى فرض جولة جديدة من الرسوم على ذلك.
وفي تغريداته رفع ترامب يوم الأحد ضغوطه على بكين للتوصل إلى اتفاق تجاري بإعلانه أنه سيزيد الرسوم الجمركية على الواردات الصينية البالغة 200 مليار دولار.
تغريدته الأولى عبر تويتر "لمدة 10 أشهر، كانت الصين تدفع التعريفات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 25 ٪ على 50 مليار دولار من التكنولوجيا الفائقة، و 10 ٪ على 200 مليار دولار من السلع الأخرى. هذه المدفوعات مسؤولة جزئياً عن نتائجنا الاقتصادية الكبيرة. 10 ٪ سوف ترتفع إلى 25 ٪ يوم الجمعة. 325 مليار دولار ...."
تغريدته الثانية عبر تويتر " .... من البضائع الإضافية المرسلة إلينا من الصين تظل غير خاضعة للضريبة، ولكنها ستكون في وقت قريب، بمعدل 25 ٪. لم يكن للتعريفات المدفوعة للولايات المتحدة تأثير يذكر على تكلفة المنتج، ومعظمها تتحمله الصين. يستمر اتفاق التجارة مع الصين، ولكن ببطء شديد، حيث يحاولون إعادة التفاوض. لا!"
دخل الجانبان في مفاوضات مكثفة منذ العام الماضي للتوصل إلى اتفاق لمعالجة المخاوف الأمريكية بشأن الفائض التجاري للصين، والسرقة المزعومة للملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا القسري. ووافق الرئيس الأمريكي والصيني على هدنة تعريفية في 1 ديسمبر للسماح لكبار المسؤولين بالتفاوض.
فيما ساعدت الهدنة في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن تصعيد إضافي في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، ولكن تمثل تغريدات "ترامب" الأخيرة عبر تويتر انعكاساً مفاجئاً في موقف البيت الأبيض بعد أن قال الجانبان منذ أسابيع إن المفاوضات تسير على ما يرام.
إن هذا التحول يعكس الإحباط المتزايد للولايات المتحدة إزاء تراجع الصين عن بعض التزاماتها السابقة، وبما في ذلك مسألة نقل التكنولوجيا الحاسمة على حد قول أشخاص مطلعين على الوضع بالمحادثات.
وفي ردة فعل الإدارة الصينية تضاربت المعلومات حول دراسة الصين تأجيل زيارة كبار مفاوضيها التجاريين إلى واشنطن هذا الأسبوع.
كان من المقرر أن يصل المسؤل الصيني نائب رئيس مجلس الدولة "ليو هي" إلى واشنطن يوم الأربعاء مع وفد من حوالي 100 شخص لما قد يكون جولة المفاوضات النهائية. حيث زار الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتيزر ووزير الخزانة ستيفن منشن بكين الأسبوع الماضي لإجراء محادثات وصفوها بأنها مثمرة.
بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية اليوم الاثنين إن وفداً صينياً ما زال يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات تجارية، ولم يرد على سؤال حول التاريخ أو ما إذا كان سيترأس المجموعة نائب رئيس مجلس الدولة "ليو هي".
بشكل عام،
مع تلك التطورات وتوسع دائرة عدم اليقين بشأن الحرب التجارية والمحادثات بين أكبر اقتصادين بالعالم.
أصبح الغموض هو ما يواجه أغلب الإقتصاديين فبدون المزيد من المعلومات من الصعب معرفة كيفية تفسير تغريدات "ترامب"، ومن المحتمل أن تتعطل المحادثات حيث تقدم الصين تنازلات غير كافية ومع احتمال حقيقي في زيادة التعريفات إذا ما تم تنفيذ هذه الرسوم يوم الجمعة.
مما يعزز مخاوف المستثمرين بالأسواق، وعود التأثير السلبي على النمو العالمي من جديد بعد نتائج ممتازة بالربع الأول لأغلب الإقتصادات الكبرى.
ما يخص قرارات البنوك المركزية في جميع أنحاء المنطقة هذا الأسبوع قد لا تتأثر مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بزيادة الرسوم الجمركية على الصين اعتباراً من 10 مايو، وهذا في غياب أي تقدم كافي في صفقة تجارية.
من غير المرجح أيضاً أن يتم أخذ هذا التهديد في الاعتبار في سيناريوهات الحالة الأساسية للأسواق، ولكن من المؤكد أنه سيثقل كاهل المخاطر السلبية على النمو.
إذا استمرت الولايات المتحدة في زيادة معدل التعريفة إلى 25٪ من 10٪ على 200 مليار دولار من صادرات الصين. فإننا نتوقع كأغلب الأراء أن نرى تخفيضات في أسعار الفائدة في يونيو من بنك الاحتياطي الأسترالي وبنك الاحتياطي النيوزيلندي، وفي يوليو خفض سعر الفائدة من بنك ماليزيا.
قد يؤدي تهديد تدفقات رأس المال إلى إبقاء البنوك المركزية في إندونيسيا والفلبين معلقة لفترة أطول، وإن لم يكن دعم احتمالات المزيد من التشديد من أجل تعزيز استقرار العملة كما من المرجح أن يتراجع بنك تايلاند عن انحيازه المشدد.
مع ذلك، ليست التجارة فقط هي التي ستعاني لكن الثقة أيضاً على نطاق أوسع، ومن المرجح أن يؤدي عدم اليقين المتزايد وتقلب السوق إلى مزيد من خطط الاستثمار وقد يعيق الاستهلاك أيضاً.
Abdelhamid_TnT@