مع إنتشار العدوى وتجاوزها أكثر من 2800 حالة حول العالم استمرت عمليات البيع التي هيمنت على أسواق الأسهم العالمية مع المخاوف المتزايدة بشأن التأثير الاقتصادي والبشري لفيروس كورونا.
افتتحت أسواق الأسهم العالمية على تراجع اليوم الاثنين مع بداية جلسات هذا الأسبوع، ودفعت إلى ارتفاع الملاذات الآمنة لكلاً من الذهب والين.
انخفضت العقود الآجلة على الأسهم الصينية بأكثر من 5٪، وفقد اليوان الصيني المكاسب التي تحققت في صفقة التجارة هذا الشهر في أعقاب أنباء أن الفيروس ما زال ينتشر مع عدم وجود آمال في الأفق نحو وجود علاج.
إن تفشي فيروس كورونا في ولاية "ووهان" الصينية كان له القدرة على ضرب الأسهم الصينية، وبل على جميع الأصول العالمية.
قالت السلطات الصينية يوم الأحد إن الفيروس ليس تحت السيطرة على الرغم من الخطوات الإحترازية التي اتخذتها السلطات لتقييد حركة ملايين الأشخاص الذين يعيشون في مدن بالقرب من مركز تفشي المرض.
تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية نحو أقل مستوياتها في ثلاثة أسابيع مع كلاً من مؤشر "داو جونز" ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "ناسداك 100".
لتفقد أغلب مكاسبها في يناير على أثر مخاوف توسع عدوى فيروس كورونا عالمياً، وهذا بعد ان ارتفع عدد الحالات المؤكدة في الولايات المتحدة إلى خمسة أفراد يوم الأحد.
ان اخبار الفيروس تتزامن مع موسم الأرباح على قدم وساق حيث يترقب صدور أرباح شركات التكنولوجيا هذا الأسبوع، وسوف يترقب المستثمرون أيضاً اجتماعاً لسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي.
شهدت أيضاً الأسواق الناشئة تراجعات حادة في مؤشراتها، وكان أداء اليوان الصيني أقل من نظرائه بعملات الأسواق الناشئة.
في حين كان مؤشر الأسهم الرئيسي في الصين "شنغهاي المركب" صاحب أسوأ نهاية بالعام الصيني في تاريخه منذ ثلاثة عقود حتى بداية العام القمري الجديد.
حيث أعلنت الصين تمديد عطلة عيد رأس السنة القمرية الجديدة حتى 2 فبراير للمساعدة في مكافحة انتشار المرض، وقد تكون تدفقات التداول أقل من المتوسط مع العطلات في جميع أنحاء آسيا.
ان القلق من أن تتطور العدوى إلى شيء يشبه وباء "السارس" في عام 2003 قد أوقف الإرتفاعات على مدى سبعة أسابيع في أسهم الدول النامية والعملات والسندات مع تراجع التداولات الأيام الخمسة الماضية حتى يوم الجمعة.
وبغض النظر عن مخاوف العدوى سيراقب المستثمرون في الأسواق الناشئة قرارات سعر الفائدة في الولايات المتحدة وكينيا وأنغولا والمجر وباكستان وشيلي وسريلانكا وأوكرانيا وغانا هذا الأسبوع.
على صعيد أسواق السلع يبتعد مستثمرون السلع الأساسية مع تعمق المخاوف من أن انتشار فيروس كورونا قد يقلل من طلب الصين على كل شيء حتى من النفط الخام.
بينما إرتفع الطلب على الملاذ الآمن للمعادن، وارتفع الذهب منذ الأسبوع الماضي ما يقارب 2% حتى جلسات اليوم الإثنين.
امتد النفط الخام في الانخفاض نحو أدنى مستوى في 3 أشهر وسط تكهنات بأن تفشي فيروس كورونا الصيني قد يضعف الطلب لأن السوق تتعامل مع وفرة إمدادات الخام العالمية.
حيث تراجع النفط الخام منذ الأسبوع الماضي أكثر من 10%، وتراجع نفط برنت أكثر من 8% هذا بفع مخاوف إنتشار الفيروس كما وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك"النفط الخام يشهد أسوأ أداء منذ سبتمبر! ومخاوف العدوى تضر بالطلب".
ماذا نراقب هذا الأسبوع بالأسواق؟
من المتوقع ان تشهد الأسواق تقلبات كبيرة هذا الأسبوع، وذلك مع تنامي فيروس كورونا عالمياً كما لم يكتشف له علاجاً حتى الآن.
كما يترقب حدث هام هذا الأسبوع مع موعد مغادرة بريطانيا للإتحاد الأوروبي أخيراً، وإجتماع بنك إنجلترا وقرارات السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
الولايات المتحدة الأمريكية،
الأسواق على موعد مع صدور بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة في الربع الأخير، والدخل الشخصي والنفقات وطلبات السلع المعمرة.
أيضاً من المحتمل أن يحتفظ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأسعار الفائدة عند المستويات الحالية عندما يجتمع يوم الأربعاء.
بينما يوجه المستثمرين تركيزهم على المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" للحصول على مزيد من التفاصيل حول خطوات السياسة المستقبلية.
على صعيد آخر، بدأت جولة جديدة من الأرباح الفصلية مع ترقب المستثمرين تقارير من شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الأسبوع بما في ذلك "آبل" و "فيسبوك" و "علي بابا" و "مايكروسوفت" و "أمازون".
أوروبا,
ان الحدث الهام المرتقب في أوروبا هذا الأسبوع عندما يصوت البرلمان الأوروبي بالجلسة العامة يوم الأربعاء المقبل على اتفاقية انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن توافق على شروط الانسحاب البريطانية.
حيث ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في 31 يناير بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف‘ وذلك بعد أن قرر الناخبون القيام بذلك في استفتاء أجري في 23 يونيو 2016.
في الوقت نفسه، يترقب المتداولين إجتماع بنك إنجلترا يوم الخميس والأنظار تتجه نحو معدل الفائدة حيث البيانات الضعيفة المستمرة تشير إلى أن تخفيض سعر الفائدة لا يزال مطروحاً.
في أماكن أخرى من أوروبا هناك بيانات هامة مع أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع في منطقة اليورو ومعدلات التضخم والبطالة، ومن ألمانيا ينتظر مؤشر Ifo لمناخ الأعمال ومؤشر ثقة المستهلك وتجارة التجزئة.
آسيا,
في ظل التحديات التي يشهدها الإقتصاد الصيني بسبب تفشي فيروس كورونا وتأثيره السلبي على النتائج التي تخص شهر يناير في ظل إغلاق الأسواق بالصين حتى 2 فبراير.
إلا أنه من المرتقب ان يصدر بيانات مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي وغير الصناعي في ديسمبر، وتشير التوقعات إلى تحقيق الاستقرار في قطاع الصناعات التحويلية.
أما في اليابان سيقوم بنك اليابان بنشر ملخص للآراء من أعضاء مجلس الإدارة، وهذا بعد ترقية توقعات النمو في اجتماع السياسة الأخير كما وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "رؤية مشرقة من بنك اليابان للنمو الاقتصادي. فما أثرها على الين الياباني؟".
أيضاً تشمل الإصدارات المهمة لليابان مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي وثقة المستهلك ومعدل البطالة، والتضخم في طوكيو وبدء الإسكان.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
Abdelhamid_TnT@