مع ترقب المستثمرين لآخر التقارير حول انتشار فيروس كورونا، وتحذيرات الشركات حول تأثير المرض.
ما زالت الأسهم الأوروبية والأمريكية وأغلب الأسهم العالمية تحافظ على مكاسب شهرية، وهذا مع محاولات التحفيز من قبل صانعي السياسة ومنها الصين.
وفي جلسات أمس واليوم انخفض كلاً من مؤشر "يورو ستوكس 50" ومؤشر "يورو ستوكس 600" بقيادة التراجع في أسهم شركات صناعة الاتصالات.
كذلك انخفضت العقود الآجلة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بعد أن أبلغت اليابان عن وفاة شخصين بسبب فيروس كورونا بينما تضاعفت حالات الإصابة في كوريا الجنوبية بأكثر من الضعف.
الذي أدى إلى تحفيز أغلب الملاذات من المعادن والدولار كما وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "البلاديوم والذهب أكبر الرابحين!".
حيث حقق الدولار أعلى مستوياته في أكثر من عامين، ويراقب المستثمرون إيقاع ثابت من التحذيرات المتعلقة بالفيروسات من قبل الشركات للحكم على تقديرات أرباح الشركات.
دببة اليورو يسلحون أنفسهم مع عقود الخيارات!
ذكرنا منذ مايو 2019 في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "نظرة هامة على “اليورو” واقتصاد منطقة اليورو في 2019" ان اليورو قدي يشهد ضغوط تراجعية على المدى الطويل.
حيث دخل اليورو الآن في نطاق مستوياته السلبية منذ الجولة الأولى من انتخابات فرنسا 2017، وهو ما توقعناه ان يعود إليها.
فقدت العملة الموحدة 4٪ تقريباً مقابل الدولار هذا العام، وهو أسوأ بداية سنوية لها منذ عام 2015.
هذا يثير بعض التكهنات بأن مساحة الانخفاضات على المدى القريب قد تكون محدودة في السوق الفورية.
بالنظر إلى ذلك بدأ المتداولن الذين يتوقعون المزيد من ضعف اليورو على المدى المتوسط في استخدام هياكل الخيارات لتحديد هذا الاحتمال.
مع تفضيل عقود الخيارات للمراهنة مقابل اليورو لا يعكس بالضرورة تغييراً في الموضوعات التي غذت الإرتفاع الأخير في الدولار.
اقتصاد منطقة اليورو يزداد سوءاً بشكل دوري!
كان اقتصاد منطقة اليورو مخيبا للآمال بالفعل في سياق ما قبل الفيروسات، وبإعتباره مدفوعاً بشكل كبير بالتصدير فهو معرض للغاية لصعوبات الصين ولانقطاع سلسلة الإمداد الناتج عنها.
حيث شهد مؤشر "ZEW" لإستبيان الأعمال الألماني أسوأ مستوى منذ نوفمبر الماضي عند 8.7 من التقدير السابق عند 26.7 خلال هذا الأسبوع.
بينما بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية لشهر فبراير، والتي قد تعطي الدببة اليورو ذخيرة جديدة اليوم الجمعة مع بدء تأثير فيروس كورونا.
قد يظهر مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي لشهر فبراير في فرنسا وألمانيا ومنطقة اليورو وجود خطر يميل بقوة إلى الجانب السلبي.
السياسة الأوروبية لا تساعد الإقتصاد!
إلى جانب الوضع الإقتصادي ومخاطر فيروس كورونا يضيف الوضع السياسي في منطقة اليورو المزيد من الحالة السلبية لليورو وخاصة من ألمانيا.
فعدم اليقين حول مستقبل الحزب الحاكم في ألمانيا ما بعد "ميركل" والتكهنات بأن المستشارة الألمانية قد لا تكمل ولايتها النهائية، والتي من المقرر أن تنتهي في عام 2022.
يأتي هذا التوتر في وقت يجب ان تكون فيه ألمانيا قوية هي المفتاح وسط مناقشات ميزانية الاتحاد الأوروبي.
أيضاً مع ترقب محاداث الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بما يخص المفاوضات التجارية بعد البريكست.
حيث لم تبدأ المفاوضات التجارية بلهجة إيجابية، وتباعدت المواقف التفاوضية الأولية وخطر الخروج بنتيجة خروج بريطانيا من بدون صفقة مازال قائم.
مع ذلك، ستكون هذه نتيجة سلبية للغاية على عملة الجنيه الاسترليني، ولكن سيكون لها آثار على اليورو أيضاً.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحول فيه المستثمرون تركيزهم من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى آفاق النمو الهش لاقتصاد منطقة اليورو.
حيث لأول مرة منذ أكثر من عامين يكلف التحوط للتقلبات الشهرية لزوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني أكثر من تكلفة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي.
اليورو مقابل الدولار فنياً
لا تزال أسواق المال ترى أن الخطوة التالية التي سيتبعها البنك المركزي الأوروبي في سعر الفائدة بمثابة خفض.
فبظل تفشي فيروس كورونا قد يضيف تعطل الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو، وكذلك لا تزال الأصول الأمريكية في حالة رواج.
قد أثبتت حركة الأسعار الأخيرة توقعاتنا في مقالتنا منذ بداية العام ان السلبية على اليورو والمخاطر قد تزداد سوءاً قبل أن يتحسن.
أن اليورو مقابل الدولار يقترب الآن من دعم خط الاتجاه المعمول به منذ أواخر عام 2000 على أساس ربع سنوي، وهو حالياً يعتبر عند مستوى 1.07.
حيث اذا شهدنا إغلاقات أسبوعية دون مستوي 1.07 قد نشهد المزيد من السلبية على العملة الموحدة مقابل الدولار للهبوط نحو مناطق 1.05 ثم 1.03.
هذا السيناريو لا نستبعده إذا استمر النزاع الأمريكي الأوروبي في الاتساع أو يتحقق تهديد التعريفات الأمريكية على السيارات الأوروبية.
بينما إذا ما حافظ زوج العملة على مستوى الدعم عند 1.07، وعاد للزخم الإيجابي قد يواجه مستوى مقاومة عند 1.12 ثم 1.14.
أما إذا ما شهدنا تداولات أسبوعية أعلى مستوى 1.14 قد يستكمل الزوج مكاسبه نحو مستوى 1.18.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@