نجح الفيدرالي ، وجاءته ثاني الإشارات على انه بالطريق الصحيح.
- الإشارة الأولى كانت من بيانات الوظائف والتي ارتفعت فيها نسبة البطالة من 3.5% الى 3.7%.
- الإشارة الثانية كانت من بيانات التضخم والذي هبط بمقدار 0.5% دفعة واحدة ليكسر حاجز 8% ويستقر عند 7.7%.
أراد الفيدرالي الدخول في "ركود ناعم" وهو ما تشير إليه كافة البيانات الصادرة من الشركات حتى الآن، فموسم تسريح العمال قد بدأ وإليك بعض البيانات من اكبر الشركات الامريكية:
- تويتر- تسريح أكثر من 50% من الموظفين.
- كاميو - تسريح 25% من الموظفين.
- روبن هود - تسريح 23% من الموظفين.- انتل - تسريح 20% من الموظفين.- سناب (NYSE:SNAP) شات - تسريح 20% من الموظفين.- كوين بيز - تسريح 18% من الموظفين.- اوبن دور - تسريح 18% من الموظفين.- سترايب - تسريح 14% من الموظفين.- لايفت - تسريح 13% من الموظفين.- ميتا فيسبوك (NASDAQ:META) - تسريح 11 الف موظف دفعة واحدة من اجمالي 45 الف موظف الاسبوع المنصرم.- آبل (NASDAQ:AAPL) - أمازون (NASDAQ:AMZN) - مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) : التوظيف متوقف بالكامل مع خطط بتسريح الموظفين.
سيدي القارئ هذا حال كبرى الشركات ذات السيولة الضخمة التي تستطيع تحمل الوضع الراهن ، فما بالك بالشركات المتوسطة والصغيرة ، تشير أخبار وبيانات التوظيف القادمة من الولايات المتحدة أننا سنشهد فترة طويلة من ارتفاع البطالة وانخفاض الوظائف.
وهذا بالضبط ما أراده الفيدرالي، بطالة تخفض القدرة الشرائية وتفسح المجال لهبوط التضخم.
قد يسأل البعض لماذا تريد دولة أن ترفع بطالتها وتدخل في الركود عن عمد، سؤال وجيه إجابته هي أنه وكما ذكرنا في مقالنا الأسبوعي السابق ان الاقتصاد الأمريكي يشتعل نشاطاً ويطير بأقصى سرعة منذ فترة، خلف ذلك عمليات توظيف واسعة ، وادى ذلك الى وجود قوة شرائية هائلة محلياً هذا بالطبع غير القوة الشرائية الموجودة عالميا على المنتج الأمريكي ، هذا الطلب الكبير لن يقابله زيادة بالإنتاج ليستطيع الاقتصاد تلبيته ، وهو ما سيؤدي الى ارتفاع أسعار السلع الامريكية بقوة مقابل نظيراتها من المنافسين سواء الأوروبيين أو الآسيويين، وهذا سيصرف النظر عن المنتج الأمريكي، فتأتي النتائج العكسية ، ينخفض الطلب ، تبدأ الشركات في مواجهة مشاكل تمويلية، وتماما نتوجه نحو "تأثير الدومينو" حيث ستبدأ الشركات الصغيرة والمتوسطة بالإفلاس التام وكذلك البنوك الصغيرة والمتوسطة وهو ما سيجر الاقتصاد الأمريكي ككل إلى كارثة.
أراد الفيدرالي تجنب كل ذلك، وتخفيض التوظيف ورفع البطالة وبالتالي ينخفض الطلب فتنخفض الأسعار ومن ثم ينخفض التضخم.
من ناحية أخرى قدمت العملات الرقمية خدمة جليلة لهذا الغرض ، حيث انهارت ، اشتعلت الخلافات بين المنصات الكبرى ، أفلست FTX بسبب موجة من سحب الأموال الجماعي ، وهذا ما يضع معظم شركات تداول العملات الرقمية تحت وطأة خطر الإفلاس لذات السبب.
هذا الانخفاض الرهيب في العملات الرقمية ادى وبصورة غير مباشرة الى انخفاض قيمة ثروات ملاكها وبالتالي انخفاض قدراتهم الشرائية وهذا بالطبع سيصب في مصلحة انخفاض التضخم.
ومن ناحية أخرى "سياسية" فقط الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب الأمريكي مما يعني عرقلة بعض التشريعات وخصوصاً المؤيدة لتقديم الدعم صوب أوكرانيا لمواجهة روسيا ، استبقت الادارة الأمريكية ذلك وطلبت بالفعل من زلينسكي الرئيس الأوكراني الانفتاح على الحوار مع الروس خصوصاً بعدما فشلت خطة الغرب في استنزاف روسيا لتنقلب الامور ويٌستنزَف الغرب وبصورة كبيرة حتى ان المعارضة والصحافة الغربية شبهت الرئيس الأوكراني بالثقب الأسود.
كل ما سبق عزيزي القارئ يصب في بوتقة واحدة وهي ، تخفيف الفدرالي لنبرة المتشددة في رفع الفائدة ، وقد نرى توقف تام ، بل وانخفاض في أسعار الفائدة الامريكية في الربع الأول من عام 2023 ، وهذا ما يعني ايجابية شديدة للذهب نظرا لتحرره من ضغط الفدرالي من ناحية، و جاذبيته كملاذ آمن بديل للعملات الرقمية من ناحية أخرى، وأيضا ومن ناحية ثالثة الاستفادة من الركود المنتظر وخاصة بعدما انخفضت السندات الأمريكية في ختام تعاملات الأسبوع المنصرم بفعل انخفاض التضخم.
تلك النظرة الإيجابية للذهب لا يقابلها نظرة إيجابية للمؤشرات ، حيث نتوقع ومع الدخول في ركود، انخفاض أرباح الشركات وهو ما سيؤثر على مؤشرات البورصة الأمريكية داو جونز وناسداك واس اند بي ، وكذلك بالطبيعة مؤشرات الاسهم الاوروبية.
لذا نرى الذهب هو الرابح الأكبر على الساحة من كل المعطيات الاقتصادية والسياسية السابقة.
-------------------------
التحليل الفني: والآن نلقي نظرة على التحليل الفني للذهب ومؤشر داو جونز الصناعي لنشاهد كيف تأثرت بما سبق وما هي النظرة المستقبلية المتوقعة لكليهما.
أولا: التحليل الفني للذهب.
نجح الذهب في مواصلة الصعود محققا أعلى ارتفاع أسبوعي منذ مارس 2020 ، وكذلك ومنذ عام 2011 حتى الآن لم يحقق الذهب ارتفاع أسبوعي مماثل إلا ثلاثة مرات كان آخرها الأسبوع الماضي، أصبح الذهب مغري للغاية بعدما فقد منافسيه من العملات الرقمية "الثقة" واستطاع جذب المزيد من الأموال، وادى ايضا ضعف الدولار و هبوطه الحاد الاسبوع الماضي وانخفاض السندات الى ضخ المزيد من السيولة نحو الملاذ الآمن رقم واحد وهو المعدن الأصفر.
اختراق مستويات 1730 أكد اختراق الذهب لنمط ثلاثة قيعان متساوية في مستويات 1615 وكان خط العنق بمستويات 1730 ، ليصبح للذهب هدفاً سعرياً لهذا النموذج في مستويات 1845.
اضف الى ذلك هدف القناة الهابطة الموضحة على الخريطة السعرية والتي اخترقها الذهب الأسبوع قبل الماضي والذي يقع في مستويات 1825.
تلك المنطقة ملغمة بالأهداف حيث نجد مستويات تصحيح 50% على نسب فيبوناتشي الصاعدة من قاع 1615 وقمة 2074 ، حيث تقع تلك النسبة في مستويات 1845 ، ومن ناحية أخرى تواجد مستويات 23% لتصحيحات فيبوناتشي على الاتجاه الصاعد الرئيسي.
نتوقع استمرار صعود الذهب صوب أهدافه في المنطقة ما بين 1825 - 1845 والتي نتوقع منها بدء عملية تصحيح ، قبل ذلك من المتوقع الهبوط لإعادة اختبار خط العنق المخترق لنموذج القيعان المتساوية في القمة السابقة 1730 ، سيكون ذلك صحي لاستمرارية صعود الذهب حيث سينجح في تبريد (DFM:TABR) مؤشرات التشبع التي تقع حاليا في ذروة الشراء.
وبناء عليه نرجح شراء الذهب من مستويات ما بين 1730 - 1740 وذلك لاستهداف مستويات 1800 ثم 1825 و 1840
--------------------------------
ثانيا: التحليل الفني لمؤشر داو جونز الصناعي (كاش)
نجح مؤشر داو جونز الصناعي في الاستفادة القصوى من انخفاض التضخم ، اقترب في نهاية الأسبوع الماضي من مستويات 3400 والتي تقع فيها روزنامة قوية من المقاومات ، حيث القمة السابقة في 34250 ، وكذلك مستويات 61% على نسب تصحيح فيبوناتشي الصاعدة من قاع 28600 لقمة 36900، تتواجد مؤشرات العزم والزخم والتشبع في مستويات سلبية ، ونعتقد أن مستويات 34250 ستمثل حائط صد قوي وعنيف للغاية لمحاولات الصعود .
لذا وبناء عليه نتوقع الهبوط من المستويات بي 33800 - 34250 وذلك لاستهداف مستويات 31700 كهدف أول ثم مستويات 30000 والتي تعتبر الدعم النفسي الأهم.
تمنياتي بتداول سعيد وربح وفير كريم راغب - محلل فني لمراجعة مقالاتي السابقة برجاء زيارة الرابط التالي