" الحروب، الأسواق، اقتصادات العالم، الطب، الفيزياء، التكنولوجيا وكل شيء قد يقع ناظرك عليه هو خلاصة معلومات لا اكثر وإن أردت أن تكون هذه الخلاصة أكثر تميزاً أجعل معلوماتك أكثر تميزاً وما أقصده بالتميز هو ألا تكون هذه المعلومات متاحة للجميع"
مقتبس من كتاب (Zero To One )
تعاريف قد تقود إلى خلاصة مهمة جداً
أسواق المال تعرف وفقاً للعلوم المالية على أنها صلة الوصل ما بين المستثمرين، والمنتجين ودوما لا بد أن نميز التالي وهو أن المستثمرين لديهم فائض من حيث الكتلة النقدية وأن المنتجين وهم أصحاب الأفكار لديهم عجز من حيث الكتلة النقدية.
كفاءة أسواق المال تعني أن تعكس أسعاره كافة المعلومات المتاحة للجمهور، وأي نقص من هذه المعلومات تعني قٌصر في كفاءة السوق وعليه تُبنى الصيغ الثلاث:
صيغة المسار الضعيف: والتي تعني أن المعلومات التاريخية للسعر والتي تشكلت في الماضي غير كافية لوحدها للتنبؤ السعري وتحت أي ظرف.
صيغة المسار المتوسط : والتي تعني أن المعلومات التاريخية بالإضافة إلى المعلومات التي يعكسها السعر الحالي بحال كانت كافة المعلومات المتاحة للجمهور ( المتداولين)، حينها لن يحقق المستثمر ربح غير عادي ( ربح يفوق فيه أقرانه في السوق)، إلا بحالة واحدة فقط وهي أن يمتلك معلومة لا يمتلكها الجمهور.
صيغة المسار القوي: والتي تنص أنه بحال عكست الأسعار الحالية للسوق كافة المعلومات المتاحة للجمهور دون أي نقص، فإن المستثمر لن يحقق أي ربح غير عادي ( ربح كبير)، ولو استعان بنخبة من كبار المستثمرين .
تنويه: يقصد بالربح الغير عادي محاسبياً على أنه الربح الذي يفوق التكاليف بنسبة لا تقل عن 20% زيادة عن التكاليف وإذا كان مساوياً للتكاليف حينها يقال أنه ربح عادي، ويقصد بالربح الغير عادي بالاستثمار وفقا لتعريف وارن بافيت في كتابه المستثمر الذكي على أنه الربح الذي يتقدم على السوق أو يسبق السوق أي أنك تحقق من استثمارك في سوق معين ولنفرض الفوركس نسبة تفوق أقارنك ممن استثمروا بنفس السوق.
الخلاصة
ما يسبق يقودنا إلى أهم قاعدة رأيتها مترابطة في كل كتب الاستثمار، ألا وهي الصراع من أجل الحصول على المزيد من المعلومات أو الارتقاء لمعلومة ذو تميز أكبر عن ما هو متاح في السوق حينها يستطيع المستثمر الوصول إلى الربح الأعظم ومن هنا تنبثق مستويات الدخول إلى السوق من أسوأها من حيث الكفاءة إلى أفضلها، ولكن لا تنتهي الحكاية هنا وإنما عندما تبدأ بالوصول إلى السوق مع المعلومات لا السوق فقط.
آخر وأهم التطورات من حيث السعر (أساسياً)
مؤخراً وخلال الأسبوع الماضي ترتفع سيولة أسواق المال 14% وهذا ما يناصر التحليل الفني الذي ذكر في المقال السابق لنا عن العملات الرقمية، ننصحك بقراءته بشدة (المقال بعنوان: البيتكوين يبدأ رحلة النصف مليون أو الاختفاء)
تطور عمليات التداول على البيتكوين
إذا عدنا بالتاريخ 14 عاماً منذ هذه اللحظة وخصوصاً عام 2010، كان البيتكوين تقنية حديثة الظهور نوعا ما ( حيث أنها سبق وظهرت تقنيات مشابهة وتم الاستثمار بها)، وكانت أسعاره تتراوح بالسنتات وتشير الاحصائيات إلى أن عدد الأشخاص الذين دخلوا السوق حينها كانوا نخبة المبرمجين ونخبة رجال الأعمال أصحاب كبرى شركات الاستثمار وإضافة إلى المعدنين والذين وجدوا بتعدين البيتكوين مربحاً لا مفر منه.
بعد حوالي أربعة أعوام تقريباً ظهرت العديد من المنصات التي أتاحت بيع وشراء البيتكوين وكانت طبيعة الشراء تتمثل في نوع واحد فقط وهو شراء دون وجود رافعة مالية.
توالت الأعوام ودخلت البيتكوين إلى مختلف وسطاء التداول وأصبح بإمكانك أن تتداولها برافعة مالية.
إن ركزت في الأمر قليلاً لرأيت أنه بإمكانك إسقاط الصيغ التي تكلمنا عنها في المقدمة وهي أن من امتلك معلومات عن التقنية التي يعمل بها البيتكوين أدرك بشكل أو بآخر أن البيتكوين سيكون له مستقبل حيث أن:
تقنية سلسلة الكتل ليست بغريبة على قبيلة الاستثمار، ففي عام 1987 نشرت صحيفة علمية التقنية بخط عالم الرياضيات ديفيد تشوم وتم استثمار هذه التقنية على الرغم من غرابتها ومع ذلك حقق هذا الاستثمار 2500%
وعلى هذا يبقى أن نخبرك بأن مستويات دخول أسواق المال، كما يراها مختلف المستثمرين تصنف وفقاً لعدد كبير من الكتب على النحو التالي علماً أن الفارق بينهم هو مدة المعلومات لا أكثر.
مستويات الدخول إلى العملات الرقمية
1. المضاربة : وفيه المضارب يشتري ويبيع السلعة المتداولة ( البيتكوين مثلاً) ممتلكاً أقل ما يمكن من حيث المعلومات وهو التحليل الفني فقط .
2. الاستثمار: وفيه المستثمر يشتري الأصول بعد دراسة من حيث التحليل الأساسي الخارجي والمتاح لكافة الجمهور بالتعاون مع التحليل الفني وقد نرى هنا أنواع سبعة من المستثمرين ( وفقاً لتصنيف روبرت كيوساكي) تتفاوت نسب ربحهم بالاعتماد على مدى العلوم والطرق التي يستخدموها (سنذكرهم بالتفصيل في مقال الأسبوع القادم).
3. تبني المشاريع: وفيه نميز نوعين وهي إما شراء نسبة كبيرة من مشروع قائم على أرض الواقع ذو صلة بتقنية رقمية وهنا يعني شراء العملة الرقمية أو تبني المشروع بشكل كامل وهذا ما يتيح للمستثمر معلومات بشكل أكبر عن سابقه .
4. بناء المشاريع والاستفادة من التقنية: وهنا نميز نخبة المستثمرين والذين يقومون ببناء المشروع وطرح الفكرة على العلن ثم خلق قيمة لهذه الفكرة وهذا ما يسميه كيوساكي بالمستثمر العبقري والذي يخلق القيمة ولا يشتريها.
توصية المحلل في كل مستوى
حتى اختصر لك عزيزي القارئ ولا نطيل مقال اليوم سأترك لك نصيحة واحدة في مستوى سنتوسع في ذكرها في مقالات قادمة
· عند المضاربة تذكر أن تستعين بمن هم أعلى منك من حيث مستوى المعلومات وتذكر أنك أقل فئة من حيث المعلومات
· عند الاستثمار تذكر أن تستعين بأخصائي بكل نوع أو أن تتقن نخبة أنواع العلوم ( التحليل الفني، التحليل الإحصائي، التحليل المالي، إدارة المخاطر، الرياضيات المالية )
· عند تبني المشاريع تذكر أن تستعين بأخصائيين مهمتهم الأساسية الدراسة الداخلية للمشروع
· عند البناء تذكر أن تعتمد على فريق إداري يكن من المستثمرين، وأن تشارك من يتبنون المشاريع
عملات ومشاريع استثمارية
العملات الاستثمارية
BTC
LTC
ETH
المشاريع الاستثمارية
SOLONA
MATIC
GMC
KUROCOIN
رأي المحلل الفني
في الختام قد لا يسع الجميع أن يكون من نخبة المستثمرين ولكن تذكر دائماً عزيزي القارئ أن الفارق بين كل مستوى يكمن بمعلومة لا أكثر لتكون أقلها عند المضارب وأرقاها عند البناء.
المحلل: عمر الصياح
لا تتردد في طرح أي سؤال، أو التواصل معنا إن تطلب الأمر، فنحن نخصص الكثير من الوقت لكي نسمع منك.
للمزيد:
Twitter: @SyyahOmar