لا يبدو قطاع التجزئة الأمريكي في أمان وهو ما يهدد شركة تارجت (TGT) الأمريكي التي تصدر نتائجها المالية للربع الأول من عام 2023 اليوم قبل الجرس. وتقع متاجر التجزئة كفريسة محتملة لارتفاع الأسعار والرهون العقارية وكذلك الأجازات الصيفية التي تنعكس بالتحفظ على عادات الإنفاق الأمريكية.
توقعات أرباح تارجت Target Corp
بحسب بيانات InvestingPro يتوقع الخبراء أن تحقق شركة تارجت ربحية سهم 1.78 دولارًا هبوطًا من تحقيق 1.89 دولار في الربع الأخير من 2023 وأن يصل إجمالي الإيرادات للربع الأول في 2023 إلى 25.32 مليار دولار (هبوطًا من تحقيق 31.4 مليار دولار في الربع الماضي).
وفي بيانات فبراير جاء في بيان تارجت أن توقعات عام 2023 كلها ستشهد تباطؤًا وقال تاجر التجزئة العملات أن المبيعات (في المقارنة السنوية) ستتراوح بين زيادة أو انكماش بـ 1% للعام ككل. وكانت توقعات الربع الأول من 2023 أضعف من توقعات المستثمرين، حيث حذرت الشركة أن هامش الربح لفترة كورونا لن يكون من السهل استعادته من جديد.
إشارات سلبية
هوم ديبوت (HD)..رسالة سلبية غير مباشرة
على الرغم من اختلاف مجال الأعمال بين هوم ديبوت Home Depot وشركة تارجت التي نتنظر بيانات الأرباح الخاصة بها اليوم، إلا أنه يمكننا اكتشاف الكثير عن حالة الاقتصاد الأمريكي وتوقعات سير أعمال تارجت من خلال قراءة نتائج هوم ديبوت المالية.
في حين أن تارجت هو أكبر متجر تجزئة أمريكي ويملك 1954 متجر في الولايات المتحدة، فهوم ديبوت هو عملاق التطوير المنزلي والذي نمت أعماله بقوة في فترة فيروس كورونا.
وسجل هوم ديبوت أسوأ نتائج فصلية وأرباح في 20 عامًا وكذلك قام بخفض توقعاته للربع القادم وعام 2023 ككل. وينم ضعف أرباح هوم ديبوت عن اعتزال المستهلك الأمريكي للمواد غير الأساسية من بين مشترياته وهو ما يهدد أرباح تارجت بطبيعة الحال والتي يأتي حوالي 80% من أرباحها من مواد يمكن الاستغناء عنها. حيث تمثل أرباح تارجت السنوية من الأغذية حوالي 21% فقط.
وقال الرئيس التنفيذي لهوم ديبوت في وقت سابق أنه عملائه يعدوا من الأقل تضررًا من إجراءات الفيدرالي. لذلك فإن هبوط أرباح هوم ديبوت يشير بالضرورة إلى أن أرباح المؤسسات التي تعتمد على مستهلكين برؤوس أموال أقل ستنخفض بشكل أكبر.
بيانات هامة وضغوط فيدرالي
سجلت مبيعات التجزئة الشهرية عن شهر إبريل الماضي نموًا بـ 0.4% فيما تم تعديل بيانات شهر مارس لتكشف عن انكماش بـ -0.7%.
أما على أساس سنوي فقد ارتفعت مبيعات التجزئة في شهر إبريل بـ 1.60% وارتفعت بـ 2.42% في شهر مارس وتعد نسب النمو شهريًا وسنويًا أقل من توقعات الخبراء.
وارتفعت أسعار الفائدة الأمريكية إلى 5.25% بما يثقل كاهل المستهلك الأمريكي ويساهم في إضعاف عملية الإنفاق غير الضروري.
ما الذي يخبرنا به InvestingPro؟
القيمة العادلة لسعر سهم تارجت TGT
يسجل سهم تارجت الآن 156.10 دولارًا للسهم هبوطًا بـ 1.62% في تداولات أمس و0.52% في تداولات ما بعد الإغلاق حيث تسيطر التوقعات السلبية لتقرير الأرباح على حركة السهم.
إلا أن بيانات أفضل أداة تحليل أسهم InvestingPro تظهر أن القيمة العادلة للسهم قياسًا بـ 14 نموذج مالي هي 163.16 وأن الحالة المالية للسهم تمنحه هامشًا صعوديًا بـ 3.9%.
ويبدو من المخطط السعري أن لتحركات الفيدرالي ورفعه الفائدة انعكاس مباشر على حركة شركة تارجت. وهبطت السهم حسب مخطط السعري لـ 3 أشهر من InvestingPro من 173 إلى 156 دولارًا فخسائر تقارب الـ 9.5% في 3 أشهر فقط للسهم. ويذكر أن سهم تارجت يتداول الآن على بعد 30% هبوطًا من أعلى نقطة في الـ 52 أسبوع الماضي (السنة الماضية) عندما سجل 221.65 دولارًا للسهم.
وتبلغ القيمة السوقية للشركة في اللوقت الحالي 72.42 مليار دولار أمريكي.
تاريخ توزيع الأرباح لتاجر التجزئة TGT
تقوم شركة تارجت بتوزيع الأرباح كل ربُع سنويًا وارتفعت قيمة التوزيعات النقدية في آخر 4 فصول إلى 1.0800 للسهم. وجاء إعلان آخر توزيع في مارس الماضي ويتم التحصيل اليوم. على أن يتم الدفع في العاشر من يونيو المقبل.
وتتسم توزيعات أرباح تارجت بنسق تصاعدي حيث ارتفعت من مستويات الـ 0.900 التي حافظت عليها في عام 2021 والنصف الأول لـ 2022 إلى 1.0800 الآن بحسب بيانات InvestingPro.
النتائج والتوقعات..من يربح عادةً؟
وباستخدام أداة تحليل الأسهم InvestingPro حصلنا على البيانات التاريخية لأرباح سهم شركة تارجت مقارنة بالتوقعات في الأرباع الماضية.
وكشفت البيانات عن نجاح الشركة في سالف الأوقات (أغلبها) في تجاوز مستويات توقعات الأرباح من جانب الخبراء. وسجلت في آخر تقرير أرباح لها 31.395 مليار دولار بزيادة 660.9 مليونًا عن التوقعات. فيما جاءت ربحية السهم أعلى من التوقعات بـ 0.49 عند 1.89 دولارًا.
وفي آخر 8 مناسبات نجحت الشركة في تجاوز توقعات الخبراء في حجم الإيرادات في 6 مناسبات. فيما جاءت ربحية السهم أعلى في 5 مناسبات من آخر 8.
كيف يتحرك بعد البيانات؟
إلا أن هذا النجاح في كسر توقعات الربح والإيرادات صعودًا لم يكن كافيًا في المناسبات الأخيرة في الانعكاس على حركة السهم بعد صدور تقارير الأرباح.
حيث تكشف لنا بيانات InvestingPro عن رد فعل سلبي في 7 مناسبات من آخر 10 تقارير أرباح صدرت للشركة. ويأتي ذلك نتيجة تفاعل الأسواق مع توقعات الفيدرالي المتشددة آنذاك وارتفاع مخاوف الركود. وتوقعات الشركة المستقبلية المحبطة لتوقعات المستثمرين.
ويذكر أن الشركة هبطت بـ 28.73% من قيمة أسهمها عند صدور تقارير الربع الأول من عام 2022 عندما هبطت من 215.28 دولارًا قبل صدور البيانات إلى 153.43 دولارًا. وجاء هذا الهبوط مع إعلان الشركة هبوط أرباحها مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق ( الربع الأول من 2021) بـ 90%.
كذلك هبط السهم 2.64% بعد الإعلان عن نتائج أرباح في الربع الأخير من 2022 وهو الإعلان الأخير.
الخلاصة
تؤثر السياسة النقدية بشكل مباشر على حالة سهم تارجت التي لا تتوقع أن تعود إلى مستويات أرباح فترة كورونا لتغيّر العادات الاستهلاكية لهذه الفترة وبسبب ارتفاع أسعار الفائدة الذي يغيّر من طبيعة الأسواق. إلا أن السهم مقوّم بأقل من قيمته بحسب بيانات InvestingPro وهو ما يسمح له بوجود فرصة صعودية إذا ما توقف الفيدرالي عن حملة رفع أسعار الفائدة وهدأت مخاوف الركود.
وبالقياس مع وول مارت (منافس تارجت) فإن حالة الأول أقوى حيث تعتمد أرباحه بشكل أساسي على السلع الأساسية والغذائية في حين أنها لا تمثل سوى 21% من أرباح تارجت.
وبحسب البيانات المذكورة وتحليل الخبراء فإن التوقعات لبيانات الأرباح اليوم من تارجت والرؤى المستقبلية لبقية عام 2023 قد لا تكون إيجابية.