"لم أقابل بحياتي متداولاً أو مدير محفظة حقق ثروة وأخبرني أنها من قدرته على التنبؤ بالأسواق وإنما من قدرته على التوزيع الصحيح، ولكن مع ذلك يبقى الطلب على التنبؤ بالأسواق كبير جداً وخصوصاً عند الإعلاميين و الصحفيين وهذا من أجل أن يبيعوا الوهم لصغار المتداولين لا أكثر"
- كارل ريتشرد، نقلا ًعن مورجان هوسل في كتابه psychology of money
أكثر ما يخيف التعامل مع الذهب هو أنه ملاذ آمن، حيث إن فكرة الملاذ الآمن للذهب انتشرت عام 1930 عندما أثبت الذهب كفاءته في الولايات المتحدة بعد أن مرت الولايات بكساد كبير، ليلجأ كبار و صغار المستثمرين إلى الذهب في كل أزمة اقتصادية، إلا أن الذهب انهار عدة مرات شهيرة ولكن ما لا تعرفه عن الصفقات التي تلازم انهيار الذهب هو أن أي انهيار لم يدم أكثر من سبعة أيام، وتلت هذه الأيام السبعة كارثة لذلك دوماً ما يقال كل انهيار في الذهب هو باب لكارثة قادمة على الأبواب، ولا ينجو من هذه الكارثة إلا من كان آمناً مالياً لكي يحق له أن يقول أن الذهب ملاذ آمن وليس العكس.
آخر التطورات الفنية
تراجعت أسعار الذهب وغالب السلع في الأسبوع الماضي لتسجل خسارة كبيرة وملحوظة، فقد سجل الذهب أدنى نقطة له منذ أشهر، ليتداول في الوقت الحالي بالقرب من قيعان سعرية قد تشكل مصدر قلق كبير.
إن انخفاض الذهب في ظل القلق المالي يذكرنا بأهم قاعدة في أسواق المال وهي توتر ما قبل الكارثة، حيث لطالما صرح لاري فينك، مدير في بلاك روك أن انهيار السلع التحوطية في ظل توترات مالية في الولايات تعني أننا نواجه حاله من عدم اليقين في السوق، والذي يرفع الخوف لدى الجميع وهذا واضح من خلال ارتفاع مؤشر الخوف إلى أعلى مستوياته منذ أشهر.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
"المخاطرة تكمن في الأخبار التي تقرأها وليس في تحليل السوق لأن تحليل السوق هو مجرد استقراء لبيانات لا أكثر"
· تعطل الصين في هذا الأسبوع مما قد يجعل فرصة لبلاد الغرب من تعزيز عملتها قدر المستطاع، في ظل غياب من يدعم الذهب، وهذا قد يجعله يؤخر الصعود أو إن صعد فإن حده الأعلى 1910.
· أوضح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون أن الفائدة في ذروتها، وعلى رغم نسب التضخم المرتفعة لا بد من حل، وهذا يجعلنا بانتظار خطاب جيروم بأول في مساء اليوم.
· لاري فينك يصرح بأن نسب الخوف في الأسواق لم يراها في مسيرته المهنية أبداً.
الأسواق في هذا الأسبوع تنتظر أن تتعافى من أحد الخطابات التي قد تبدو مبشرة للوهلة الأولى، ولكن قد يبدو أن التحيز لصالح الدولار نجح هذه المرة، وسيلزم الجميع الاصغاء إلى خططه القادمة، خصوصاً أن الفيدرالي يكابد من أجل كبح التضخم وحل مشاكل مالية قد تودي بنا إلى ضفة أخرى من المخاطر.
التحليل الفني للسعر
بالنظر فنياً إلى الذهب نلاحظ التالي:
1. السعر يتداول عند نهاية الشق السفلي لترند هابط
2. نسب الفوليوم منخفضة وتكاد تكون منعدمة
3. فرط تشبع بيعي واضح
4. قوة المنطقة 1830 واضحة من خلال تشكل ذيول أطول من الشموع الخمس السابقة
الخلاصة الفنية
إن علائم الهبوط بدئت بالانحسار، وإن كان هناك المزيد من الهبوط فسيكون أقصاه 1810 وهذا من خلال ذيل طويل لشمعة واحدة، لنبدئ بدورة صعود وفقاً للقناة السعرية لكن أقصى هذا الصعود هو 1910 ليعود السعر لدورة الهبوط مرة أخرى.
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"
- مارك دوجلاس في كتابه Trading in the Zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول:
السيناريو الأول
الشرط: الإغلاق أعلى أسفل 1810
دقة السيناريو: 60%
بهذه الحالة سنرى المزيد من الهبوط نحو 1770
السيناريو الثاني
الشرط: الإغلاق أعلى 1830، مع خطاب أقل حدية
دقة السيناريو: 40%
بهذه الحالة سنرى صعوداً بطيئاً نحو 1850، 1870، 1900
تنويه مهم:
في كل مرة أقوم فيها بنشر مقال أرفق شرط للحركة مثلاً شرط الصعود أن يغلق السعر أعلى القناة و أن يكون الخطاب أقل حدية بحال لم يحدث الشرط بكل بساطة تعني أننا أمام انتظار شرط الهبوط، هذه الطريقة عزيزي القارئ تمنعك من التحيز لاتجاه معين فلا ترى الاتجاه الآخر لذلك أقرأ الشرط جيداً.
على المدى البعيد
إن الذهب في الوقت الحالي رغم الخوف المحيط به إلا أنه يلامس مناطق طلب كانت كبيرة لصاغة، والمستثمرين العام الماضي لذلك يمكن القول إن السعر أسفل 1810 هي مناطق أكثر من رائعة للاستثمار لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
توصية المحلل
عزيزي المستثمر، إن الأسواق في الوقت الحالي بانتظار كارثة لا يمكن للتنبؤ المالي أن يعرف ما هي، وليست البراعة في أن تحاول التنبؤ بقدر ما تحاول تقسيم رأس المال لتعامل مع السوق بحكمة وعلى هذا توصيتي لك أن تعيد قراءة تعليمات المقال السابق وتتذكر النصيحتين التاليتين:
1. لا تبالغ في الاعتماد على قطاع مالي واحد
2. لا تدخل الذهب إذ لم تكن في الأساس أنت ضمن أمان مالي لأن الذهب يستغرق وقتاً أطول من المعتاد للربح
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ إن تداول الذهب له خبايا وأهم خباياه هي التقسيم المالي.....
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah