Investing.com - بعد القرار الصادم بشأن أسعار الفائدة والذي أصدره البنك المركزي التركي يوم الخميس، تسارعت وتيرة الهبوط التي تسيطر على تعاملات الليرة.
وبنهاية تعاملات يوم الجمعة 22 أكتوبر، أغلقت الليرة التركية عند مستوى قياسي متدني جديد، هو الأدنى على الإطلاق مقابل الدولار.
ويبدو أنها ليست النهاية بالنسبة لخسائر الليرة الحادة، خاصة بعدما اتخذ الرئيس التركي مزيدا من القرارات التي من شأنها تأجيج الخلاف مع الحلفاء الأوربيين والأمريكين في آن واحد.
هذا ما يخيف الأسواق، ربما يطمئن الذهب
خسائر فادحة
بينما تتجه الليرة التركية صوب تسجيل أسوء أداء شهر منذ سنوات مقابل الدولار الأمريكي، بعد تسجيل 12 تراجعا خلال تعاملات الشهر بينما تتبقى بضعة جلسات.
وتعد الليرة من بين أسوء عملات الأسواق الناشئة أداءا منذ بداية العام الجاري 2021، بخسائر تقترب من الـ30% منذ بداية العام.
ونزلت الليرة مقابل الدولار من مستويات 8.8505 ليرة/ دولار خلال تعاملات 30 سبتمبر إلى المستويات الحالية 9.6650 ليرة/ دولار، بخسائر تتجاوز 9% خلال أكتوبر.
ويبدو أن مزيد من التوترات قد تدفع الليرة التركية قرب مستويات هبوطية جديدة خلال تعاملات الأسبوع المقبل...
عاجل: مفاجأة جديدة من المركزي التركي
توترات سياسية
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت إنه أمر وزارة الخارجية بطرد سفير الولايات المتحدة وتسعة سفراء لدول غربية أخرى لدعوتهم للإفراج عن رجل الأعمال التركي عثمان كافالا.
ومن بين هؤلاء السفراء، سبعة يمثلون دول حليفة لتركيا في حلف شمال الأطلسي وسيؤدي طردهم، إن تم، إلى إشعال فتيل أكبر أزمة مع الغرب طوال 19 عاما من حكم أردوغان.
وكافالا، الذي يساهم في العديد من جماعات المجتمع المدني، مسجون منذ أواخر 2017 لاتهامه بتمويل احتجاجات في البلاد عام 2013 والضلوع في انقلاب فاشل في 2016.
وما زال رجل الأعمال التركي عثمان كافالا محتجزا مع استمرار محاكمته وينفي كل الاتهامات الموجهة إليه من السلطات.
وفي بيان مشترك صدر يوم 18 أكتوبر دعا سفراء كل من كندا والدنمرك وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج والسويد وفنلندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة إلى حل عادل وسريع لقضية كافالا وإلى "إطلاق سراحه فورا".
وفي المقابل استدعت وزارة الخارجية التركية السفراء العشرة ووصفت البيان بأنه غير مسؤول.
وقال الرئيس التركي أردوغان في كلمة ألقاها أمام حشد في إقليم إسكي شهر بشمال غرب تركيا "أصدرت الأمر الواجب إلى وزير خارجيتنا وأبلغته بما يجب عمله، لا بد من إعلان هؤلاء السفراء العشرة أشخاصا غير مرغوب فيهم، افعل ذلك فورا".
عاجل: تركيا على القوائم السوداء
كافالا
ومنذ 4 سنوات تم احتجاز عثمان كافالا (64 عاماً) وراء القضبان منذ عام 2017 من دون أن تتم إدانته.
ويواجه كافالا عدداً من التهم على خلفية احتجاجات جيزي عام 2013 ومحاولة الانقلاب عام 2016.
واعتبرت مجموعة أوراسيا أن أردوغان يواجه خطر جر الاقتصاد التركي إلى أزمة من صنع الرئيس.
بينما دعى الجزب الجمهوري المعارض أردوغان إلى حل المشكلات الاقتصادية للبلاد بدلا من طرد السفراء وافتعال مشكلة مع الغرب.
وقال مسؤولون بالحزب الجمهوري المعارض أن أردوغان يقود تركيا نحو جرف.
ضربة عنيفة
وفي قرار مفاجئ أدرجت هيئة مراقبة التمويل العالمي (فاتف) تركيا في القوائم الرمادية، على خلفية "إخفاقها في التصدي لغسل الأموال وتمويل الإرهاب".
وشددت الهيئة على أنه يجب على تركيا أن تلاحق تمويل التنظيمات الإرهابية وبينها "داعش" والقاعدة.
وقد تؤدي إضافة تركيا إلى هذه القائمة لزيادة تراجع الاستثمارات الأجنبية بعد خروج المستثمرين في السنوات القليلة الماضية والبيع السريع لليرة في الأسابيع الأخيرة.
وقال ماركوس بليير رئيس الهيئة التي شكلتها مجموعة السبع لحماية النظام المالي العالمي، إن المجموعة وجدت أنه "لا تزال هناك "مشكلات إشراف خطيرة على القطاعين المصرفي والعقاري في تركيا".
إنقاذ عملة رقمية شهيرة من الانهيار، ترتفع 9000%
قرار خاطئ
ووصف مسؤول في وكالة التصنيف الائتماني فيتش الخفض الكبير المفاجئ لأسعار الفائدة في تركيا هذا الأسبوع بأنه "خطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ" وإن الوكالة تراقب مدى الضرر الذي قد يلحقه هذا الإجراء بتمويل البنوك والشركات.
وقال إريك أريسبي، المدير البارز المعني بالشأن التركي في وكالة فيتش، لرويترز إن تخفيف الإجراءات النقدية كان خطوة سابقة لأوانها، ويبدو أنها جاءت بدافع سياسي دون أن تترك للبنك المركزي الهامش المطلوب لحماية الليرة المتعثرة.
وخفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 16 % من 18 % يوم الخميس على الرغم من أن التضخم وصل إلى ما يقرب من 20%، مما أطلق شرارة موجة من عمليات البيع السريعة لليرة التي انخفضت فيمتها إلى مستويات قياسية جديدة.
وقال أريسبي "بالنسبة لنا، ينصب التركيز الآن على معرفة إلى أي مدى يمكن أن تفضي هذه الخطوة في الاتجاه الخاطئ للسياسة (النقدية)، أو هذا التيسير النقدي السابق لأوانه، إلى تمويل خارجي مخفض للاقتصاد، خاصة بالنسبة للبنوك والشركات".
خفض جديد
وقال بنك جيه بي مورجان يوم الخميس إنه يتوقع أن يخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة 100 نقطة أساس أخرى في نوفمبر ورفع توقعاته للتضخم بشكل حاد.
وخفضت تركيا سعر الفائدة القياسي 200 نقطة أساس بشكل مفاجئ يوم الخميس الماضيعلى الرغم من التضخم المرتفع المستمر مما دفع الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض جديد.
وقال ياركين سيبيشي من جيه.بي مورجان في مذكرة للعملاء "مثل هذا التيسير الأولي يشير إلى أن خفض التضخم بطريقة سريعة ليس من أولويات السياسة".
وأضاف "نخشى ألا تؤدي هذه الخطوة إلا إلى تعزيز ضغوط الأسعار فقط وعدلنا توقعاتنا للتضخم إلى 19.9 في % لهذا العام وإلى 16.4 في % في 2022".
ليست شيبا إينو، وترتفع 36000000000% في أيام
بيانات سلبية
وكشفت بيانات من معهد الإحصاءات التركي يوم الخميس أن مؤشر ثقة المستهلكين انخفض 3.6% إلى 76.8 نقطة في أكتوبر،وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2009 في ظل استمرار زيادة التضخم.
وهوت الثقة في العام الماضي بعد تضرر الاقتصاد من إجراءات مكافحة جائحة كوفيد-19.
ويعكس مؤشر ثقة أدنى من 100 نقطة توقعات متشائمة في حين تشير القراءة أعلى من 100 نقطة إلى التفاؤل.
وفي سبتمبر ارتفع مؤشر ثقة المستهلكين إلى 79.7 نقطة من 78.2 نقطة في الشهر السابق.
أظهرت بيانات، الأسبوع الماضي ارتفاع التضخم في تركيا أقل بقليل من المتوقع إلى 19.58% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2019، مما يكبد العوائد الحقيقية المزيد من الخسائر بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة إلى 18%.
كان التضخم السنوي في تركيا قد ارتفع بالفعل لأكثر من سعر الفائدة الذي كان يبلغ 19.25% في أغسطس قبل الخفض، وكان قد بلغ 18.95% في يوليو والمستهدف الرسمي للتضخم هو 5%.