النفط عند أعلى المستويات، بتكوين تتراجع، وتباطؤ في أسهم الشركات القيادية

يعلن موسم الأرباح عن نفسه بتسجيل سوق أسهم الشركات الأمريكية أرقاما قياسية جديدة. ولكن ما يزال لدينا أحد الأسهم التي تخلفت عن ركب تحقيق أرقام قياسية، وكما اعتدنا فهذا المؤشر هو راسيل 2000. تخلف راسيل 2000 عن تحقيق رقم قياسي جديد، على الرغم من الآمال التي غمرت المستثمرين نتيجة الأحاديث المنتشرة حول أن راسيل 2000 هو المستفيد الأكبر من عملية تقليص الضرائب المفروضة على الشركات. وبينما حققت المؤشرات الثلاثة الرئيسية أرقاما قياسية جديدة، خسر راسيل 200 ما نسبته 0.13%.

ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية متجاوزا نسبة 2.55%، على إثر عمليات التصفية، لتسجل بذلك 9 أشهر من الارتفاع.

إذا نظرنا إلى السوق مستندين إلى الأرقام القياسية التي يحققها سوق أسهم الشركات، بجانب ما يحدث من انخفاض في سندات الخزانة، ربما يتسرب إلى شعور بأن المستثمرون يمرون بسوق منتعشة. ولكن إذا أخذنا نظرة أعمق لما يحدث نجد ان الوضع معقد أكثر مما يبدو عليه.

فبينما نتوقع أن يسحب المستثمرون أموالهم من سندات الخزانة، ويضعونها في أسهم الشركات التي تتميز حاليا بأداء استثنائي (وهذا يؤكد على الشعور العام بأن سوق أسهم الشركات منتعش)، ولكن يوجد سببان آخران أكثر اتساقا مع ما نشهده اليوم من عمليات تصفية السندات: أولهما: ما أقدم عليه بنك اليابان من حركة غير متوقعة بشأن إيقافه عمليات شراء السندات طويلة الأجل، مما يعمق أزمة العرض المتفاقمة بالفعل بسبب ما تقوم به البنوك المركزية من محاولات تخفيض ميزانيتها، دافعة بذلك المستثمرين لتصفية حساباتهم من السندات. وهذا يؤدي بنا للسبب الثاني، وهو: ما قاله بيل جروس من مجموعة جنسن هندرسون بشأن وجوب تصفية السندات عندما تدخل في اتجاه هابط، وأعلن أن سندات الخزانة دخلت بالفعل في سوق منخفض، ويعتبر الاتجاه السائد في هذا السوق هو الانخفاض في السعر، وأي ارتفاع فيه لا يعدو كونه مجرد تصحيح، وفرصة سانحة للمراكز القصيرة.

وعلى صعيد آخر حقق داو جونز الصناعي رابع رقم قياسي، ومع ذلك لا زلنا نرى المبيعات في حالة انخفاض، إذا أن الطلب عليه منخفض. وبينما حقق إس آند بي 500 يوم الأربعاء الرقم القياسي السادس لسادس يوم تداول، نجد أنه فشل اليوم في الحفاظ على الأرباح، ونستثني من ذلك ما شهده من فجوة افتتاح اليوم، وصحب ذلك انخفاض الارتفاع من 2,759.14 إلى 2,751.29، ليرتفع 0.14% فقط عن سعر الافتتاح. ويقول اليابانيون أن البنك اليابان دخل في حالة مغالاة في الشراء، تشير إلى أن السوق في حالة إرهاق. وهذا لا يعني حدوث انعكاس فوري للحالة، ولكن يؤشر إلى أن السعر معرض للانخفاض. ونرى أنه من الطبيعي أن السوق في حالة مغالاة في الشراء، وترجع أسباب تلك الحالة إلى: أولا: شهد 2017 تسجيل مؤشر داو جونز 70 رقم قياسي، متفوقا على ما حققه في 1995 من أرقام قياسية بلغت 69 رقم. وثانيا: كما نشهد تحقيق إس آند بي 500 وناسداك المركب 6 أرقام قياسية في 6 أيام للتداول، ومع 5 فجوات ارتفاع. وثالثا: وبلغ مؤشر القوة النسبية لإس آند بي 500 رقم 79.63، وهي الحالة الأكثر مغالاة في الشراء منذ 20 أكتوبر.

وجاء في مركز القيادة لهذا الارتفاع قطاع من القطاعات الوقائية، وهو قطاع الصحة. وسجل قطاع الصحة 1.18%. وعلى طرف النقيض، قاد الانخفاض قطاع العقارات (من قطاعات النمو)، وخسر 1.14%.

إجمالا: نرى أن سوق أسهم الشركات الأمريكية في حالة من الانتعاش، ولكن دببة الانخفاض ما تزال تحاول أن تمزق الوضع الحالي بمخالبها.

وشهدنا اليوم انخفاض في أغلب أسهم الشركات الآسيوية. فسجلت المؤشرات الآسيوية الرئيسية أرقاما منخفضة كتالي: توبكس الياباني تراجع 0.15%، انزلق نيكي 225 بنسبة 0.25%، وسقط كوسبي الكوري الجنوبي 0.4%. ولكن هذا ما لم يحدث في الصين، فوجدنا أن شنغهاي المركب تقدم بنسبة 0.25، وهينغ سينغ ارتفع 0.2%.

وفشل ستوكس 600 الأوروبي في تحقيق ارتفاعا اليوم، بعد أن حقق 5 أيام للارتفاع بأربعة فجوات ارتفاع. ووصل إلى قمة جديدة متفوقا على رقم 1,398.05 الذي حققه في الأول من نوفمبر. وبهذا أكد على سلوكه اتجاها صاعدا، وتجاوز المدى المقرر له في مايو، ووصل إلى أعلى سعر منذ أغسطس 2015.

وبينما تعتبر العلاقة العكسية بين السندات والأسهم من المركبات الأساسية في بنية السوق التقليدية، إذ يختار المستثمرون بين النمو والأمان. ويحاول المستثمرون الآن أن يستنبطوا ما إذا كانت عمليات التصفية في قطاع السندات مؤشرا يحذر من توقف النمو العالمي، وما يعقب هذا التوقف من ارتفاع في معدلات التضخم. وتناولنا النقاش المحتدم بين مستثمري السندات ومستثمري الأسهم في العديد من تقاريرنا وتحليلاتنا، ومؤخرا تقدم مستمرو السندات نقطة على مستثمرو الأسهم يوم الأربعاء.

وتراجع مؤشر الدولار عن أرباح يوم الأربعاء، ومن المرجح أن ذلك بسبب عمليات التصفية الدولية في قطاع سندات الخزانة. وارتفع الين لليوم الثاني، إذ خرج المستثمرون من المراكز القصيرة على إثر قرارات بنك اليابان بشأن شراء تقليل شراء السندات طويلة الأجل. وأضعف بنك الصين المركزي عمليات ضبط وتثبيت اليوان الصيني، وذلك منذ سبتمبر الماضي، بعد يوم واحد من إصدار تقرير أظهر أن البنك قام بإجراء تعديل على ميكانيكية ضبط السعر، مما أنذر بتقلبات أكبر في سعر الصرف.

واستمرت خسائر الجنيه الاسترليني لليوم الثالث، عقب إصدار مؤشر تكاليف الإسكان والذي أشار أن السعر على أساس شهري انخفض بنسبة -0.6% من قيمة 0.3 على أساس شهري، وعقب إصدار إنفاق المستهلك يوم الخميس والذي بلغ 1.400 مليار، منخفضا عن الرقم المتوقع والذي كان 1.500 مليار، مما يشير إلى أن الاقتصاد البريطاني في حالة انخفاض عام. ويضاف إلى ذلك التقارير حول قيام رئيسة الوزراء تريزا ماي بإنشاء وزارة خاصة لوضع خطة في حالة فشل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، مما يبث شعورا سلبيا، وأخيرا وليس آخرا نجد ان ماي تحاول جاهدة أن تقوم بإعادة تشكيل وزاري، واتسمت هذه العملية حتى اللحظة بالفوضوية، حتى وكأننا نشاهد إعادة لمحاولة ترامب تشكيل حكومة.

انخفضت بتكوين عن مستوى 15,000 دولار، الذي اعتقد المستثمرون أنه مستوى صلب لا يمكن أن تنزل عنه العملة، ويعتبر اليوم هو الرابع للانخفاض فيما يعتبر أطول فترة خسارة لها، منذ عمليات التصفية التي شهدناها في ديسمبر الماضي. وهذا بلا شك يثير الخوف والقلق لدى المستثمرين من تكرار ما حدث في ديسمبر.

تقدم النفط الخام ليصل إلى التداول عند 63 دولار للبرميل، عقب تقرير من معهد البترول الأمريكي حول انخفاض الاحتياطي بمقدار 11.2 مليون، الأكبر خلال 8 أسابيع. ووصل السعر لأعلى نقطة له منذ 5 مايو 2015 والتي كانت 61.01. وبذلك ارتفع السعر بعد انخفاض 2014.

القادم هذا الأسبوع:

• صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي يتوقع لها أن تحافظ على الضغوط السعرية صامتة، لتمنع أنصار فرض فوائد عالية من مطالبة بتقييد.

• وسيصدر خطاب من رئيسي الاتحاد الفيدرالي جيميس بولارد رئيس الاتحاد الفيدرالي في سانت لويز، وبيل ددلي رئيسه في نيويورك.

• قراءة في المعروض النقدي الصيني في الأيام القادمة.

تحركات السوق
الأسهم

• انخفض ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.3%، ليسجل أول انخفاض في أكثر من أسبوع، وأكبر انخفاض في 3 أسابيع.

• انخفض MSCI الدولي بنسبة أقل من 0.05، الانخفاض الأول منذ أكثر من أسبوع.

• وانخفض MSCI للأسواق الناشئة بنسبة 0.4%، الخسارة الأكبر في 4 أسابيع.

• وتراجع MSCI لدول آسيا والمحيط الهادي بنسبة 0.05%، أول تراجع في أكثر من أسبوع.

• انخفضت العقود الآجلة لإس آند بي 500 بنسبة 0.2%، للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع.

العملات

• انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.13%.

• ارتفع اليورو بنسبة 0.1%، ليتم التداول عند 1.1951 دولار.

• انخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 0.2%، ليتم التداول عند 1.3515 دولار، الأضعف في أكثر من أسبوع.

• قفز الين الياباني بنسبة 0.6%، ليعادل الدولار الواحد 111.93 ين. ويعتبر هذا السعر الأعلى منذ 6 أسابيع، في خلال قفزة عالية استمرت ل 4 أسابيع.

السندات

• العائد على سندات الخزانة ذات أجل 10 سنوات ارتفع بنسبة أقل من 0.01، ليصل إلى 2.65%، ليصل لأعلى نقطة خلال 10 شهور، ويعتبر هذا التقدم الخامس على التوالي.

• ارتفع العائد على سندات أجل 10 سنوات الألمانية 0.08 ليصل إلى نسبة 0.55% الأعلى خلال أكثر من 5 شهور، وهذا أكبر ارتفاع في 6 شهور.

• وارتفعت سندات أجل 10 سنوات البريطانية بنسبة 0.01 لتصل إلى 1.288%، الأعلى خلال 6 أسابيع.

السلع

• ارتفع الذهب بنسبة 0.1%، ليتم تداوله عند 1,314.38 دولار للأونصة.

• وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.8%، ليتم تداوله عند 63.48 دولار للبرميل، القيمة الأعلى في أكثر من سنتين.