المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 26/12/2019
حدثت أشياء غريبة خلال العقد الماضي، وعلى الأرجح لن تتفاجئ عند سماع التالي، بنهاية عقد آخر في سوق السلع، ما زال الذهب هو الملاذ الآمن موضع الاختيار للتحوط من التوترات، والاضطرابات. ولكن الذهب لم يعد ملكًا لباقي المعادن الثمينة، إن ملك المعادن الثمينة الآن هو: البلاديوم.
وصل الذهب إلى قرابة 2,000 دولار للأوقية، في أقل من عامين، بعد ظهوره في 2010، ولم يتوقع الكثيرون هذا.
فتلك حركة استثنائية، بالنظر إلى أن المعدن الأصفر بدأ رحلته من 1,096.20 دولار.
![التحركات الشهرية للذهب التحركات الشهرية للذهب](https://i-invdn-com.akamaized.net/akapi-images/050ab630aa1b169e751b0db128935c97.jpg)
وكان سعر الذهب في المعاملات الفورية بسبتمبر 2011 عند ذروة 1,920.80 دولار للأوقية، ليصعد بنسبة 75%، في 20 شهر، من أسفل 825 دولار.
وكان للبلاديوم قصة تماثل بل وتفوق الذهب. فيستخدم البلاديوم في تحفيز محركات السيارات، وعندها لزم البلاديوم عقد واحد للتفوق على ذروة الذهب، ليرتفع متوسط 140 دولار، أو بنسبة 23% في العام الواحد، وهو شيء غير مسبوق لأي معدن ثمين، قبل الوصول إلى مستوى 2,000.50 دولار للأوقية، في الأسبوع السابق على احتفالات عيد الميلاد لعام 2019.
الذهب، والبلاديوم لديهما هدف واحد للتفوق عليه: الرقم القياسي للبلاتين
تفوق البلاديوم والذهب على بعضهما البعض، ولكن لم يضاهي أيًا منهما تحركات البلاتين، الذي وصل لأعلى رقم قياسي له، لم يصله أي معدن ثمين قبل حقبة 2009-2019.
![التحركات الشهرية للبلاتين التحركات الشهرية للبلاتين](https://i-invdn-com.akamaized.net/akapi-images/7e1b34ae220f148f8063f3cafd0138db.jpg)
نصف البلاتين بأنه المعدن الشقيق للبلاديوم. وصل البلاتين لمستوى 2,276 دولار للأوقية، قبل الأزمة المالية العالمية لعام 2008. وربما لن يتذكر كثيرون هذا الرقم القياسي، بالنظر إلى أن أوقية البلاتين يصل سعرها الآن لنصف سعر أوقية البلاديوم.
وهنا تكمن قصة المعادن الثمينة في هذا العقد: فوارق السعر
الذهب أسفل ذروته القياسية بـ 400 دولار
ينخفض الذهب حوالي 400 دولار عن رقمه القياسي. ولكنه لم يهبط إطلاقًا أسفل 1,000دولار خلال هذا العقدـ مما يبرهن على اليقين إزاء تحمله الضعوط السعرية، والمخاطرات المالية، والسياسية. وأنهى الذهب 2019 على أرباح ثنائية الخانة، مع ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية 16%، والعقود الآجلة سجلت أكثر من 14%.
والأكثر دلالة ههنا، هو موقع المعدن حاليًا: فتمكن الذهب من اختراق مستوى 1,500 ليكسر نطاق التداول الضيق الذي كانت الأسعار محاصرة فيه لفترة طويلة من الوقت، ووصل الذهب إلى 1,512.90 دولار للأوقية عند الساعة 19:45 بتوقيت مكة المكرمة. يحدث هذا رغم أن الفيدرالي يرفض تخفيض معدل الفائدة مرة أخرى، لينهي سياسة التيسير.
ومن المتوقع أن يظل الذهب على ارتفاعه لنهاية العام، ويستهدف مستويات أعلى عند 1,520، و1,550 دولار للأوقية، ولكن قبل ذلك متوقع له التراجع بعض الشيء.
ويرتفع الذهب على خلفية عدم اليقين حول المحادثات التجارية. فرغم كل ما يدرو من أحداث مثل توقيع الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، نرى أن هذا الاتفاق مجرد مرحلة أولى. وتحاول الأطراف التوصل لتلك المرحلة الأولى بعد استمرار المفاوضات لـ 16 شهر متواصلة.
وفي المراحل التالية، يمكن أن تعود المفاوضات للانهيار بسبب تعنت الطرفين. وبسبب محاولة الولايات المتحدة التدخل في اعتداءات بكين على حقوق الإنسان في هونغ كونغ، وعلى مسلمي الإيغور.
البلاديوم الأفضل في 2019
فقد البلاديوم 120 دولار مقارنة بالذهب، من المستوى القياسي المسجل في 17 ديسمبر. وللعام، ارتفع البلاديوم بنسبة 55% للعقود الآجلة، وفي المعاملات الفورية أحرز أفضل مركز بين السلع. رغم هذا الأداء الاستثنائي، لم يرق البلاديوم بعد ليصل إلى نفس هيمنة الذهب.
![التحركات الشهرية للبلاديوم التحركات الشهرية للبلاديوم](https://i-invdn-com.akamaized.net/akapi-images/f644da64d6dc889006b80c46eea8a358.jpg)
وكان المحرك وراء الارتفاع في 2019 عامل واحد فقط: الخوف من تراجع الإمداد من جنوب أفريقيا، ومن روسيا، مما يؤثر على إنتاج محركات السيارات العاملة بالبنزين، إذ تعتمد تلك المحركات على البلاديوم في تنقية الانبعاثات الضارة. وحتى لو وصل البلاديوم لارتفاعات أقوى، سوف تستمر محركات السيارات في الاعتماد عليه خلال العقد الجديد.
أمّا في الوقت الراهن، فليس هناك ما يضمن هذا، هذا بالأخذ في الاعبتار التحديات التي يجلبها كل عقد. وهناك أيضًا سؤال يدور حول الأعوام القادمة، مع مخاوف النمو البيئي، التي يمكن أن تضع المزيد من القيود على استخدام الوقود الحفري في محركات السيارات لتقليل الانبعاثات.
إذن، في النهاية، إلى أين يمكن أن تصل المعادن الثمينة في المستقبل القريب؟
أيمكن أن يرى الذهب 1,800 مجددًا، وهل يصل البلاديوم لمستويات قياسية جديدة أم سنرى تعزي
ربما يستمر الذهب لمستويات 1,700-1,800 دولار في 2020، بسبب استمرار التوترات التجارية التي خلقها ويستمر في خلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة مع توترات بداية حملة إعادة الانتخاب. وحتى ربما ينهار الاتفاق التجاري، الذي يراهن قلة من المستثمرين على حدوثه. ويستمر الذهب في الصعود بينما تصعد أسهم وول ستريت أيضًا.
يمكنك أن تعرف إلى أين تتجه وول ستريت من هنا: الدب يتربص بوول ستريت
ولو عاد الفيدرالي لتخفيض معدلات الفائدة مرة أخرى العام المقبل، سنرى الذهب يعود للصعود. ووصل الاقتصاد الأمريكي للسنة 11 للتوسع، لذا فربما يلزم بعض المحفزات ليستمر المسار الصاعد.
ويمكن أن يمدد البلاديوم تحركه لرقم قياسي جديد أعلى 2,000 دولار، لو كانت هناك صعوبات في الحصول على إمداد، أما لو استقر الإنتاج، فسنرى هبوط لـ 1,500 دولار للأوقية.
قراءة في سوق النفط: 5 أسباب تفسر عجز وصول النفط لارتفاعات قوية، رغم التوترات
قراءة لمؤشر الدولار الأمريكي: الرسم البياني لليوم: كيف تداول مؤشر الدولار بعد البيانات الأمريكية؟