Investing.com - ارتفعت أسعار السلع والمعادن بفعل المخاوف من البعبع الذي تخشاه الأسواق والبنوك المركزية، ليقفز الدولار والذهب والنفط بينما سجلت الليرة المتهالكة هبوطا تاريخيا جديد.
حيث سيطرت المخاوف من التضخم على نفسية المتعاملين وأداء الأسواق، مما دفع الجميع إلى الهرع إلى الأصول الأكثر تحوطا وعلى رأسها الذهب والدولار.
الدولار
وارتفع مؤشر الدولار بقوة بعد بيانات أمريكية أججت المخاوف بشأن التضخم، ليبرز الدولار كواحة من واحات الملاذ الآمن. وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام عند 95.2 .
ويرى محللون بنك اتش اس بى سي HSBC، أن الدولار الأمريكي أمامه مجال للارتفاع حيث أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في الخفض التدريجي لأصوله هذا الشهر. حيث قال ريتشارد كلاريدا أن الاقتصاد الأمريكي تحول هذا العام من التعافي إلى الانتعاش لكن معدل التضخم سيواصل الارتفاع وفق التوقعات.
وارتفع مؤشر الدولار خلال أسبوع حتى تعاملات الخميس من مستويات 94.33 بنهاية تعاملات 4 نوفمبر إلى مستويات 95.1 يوم 11 نوفمبر.
اقرأ: الدولار يتراجع لكنه يتجه لتحقيق أكبر زيادة أسبوعية في 3 أشهر
الذهب
وسجل الذهب مكاسب قوية خلال أسبوع في الفترة من 4 نوفمبر وحتى 11 نوفمبر تجاوزت الـ 70 دولار في سعر الأوقية.
وارتفع سعر التسليم الفوري للذهب من مستويات 1792 دولار للأوقية يوم 4 نوفمبر إلى مستويات 1869 دولار يوم 11 نوفمبر بمكاسب بلغت نحو 77 دولار.
ورغم تلك الارتفاعات الحادة لمؤشر الدولار فقد قفز المعدن الأصفر إلى أعلى مستوياته في 5 أشهر تقريبا، بفضل المخاوف من التضخم. وارتفع سعر التسليم الفوري لأوقية الذهب خلال تعاملات يوم الخميس إلى مستويات 1866.4 دولار .
وارتفع سعر تسليم العقود الآجلة لشهر يناير بأكثر من 15.5 دولار للأوقية صعودا إلى مستويات 1865 دولار في الأوقية.
اقرأ: عاجل: شرارة التضخم تشعل أسعار الذهب
الذهب - والمفتاح لـ 1910 اليوم مع بيانات التضخم
الليرة
ونزلت الليرة التركية خلال أسبوع من الضغوط من مستويات 9.6917 ليرة/ دولار إلى مستويات 9.8979 ليرة / دولار. وهبطت الليرة التركية خلال تعاملات يوم الخميس إلى مستوى قياسي جديد عند مستويات 9.9608 ليرة / دولار بالتزامن مع توحش الدولار وصدور بيانات سلبية بشأن الاقتصاد التركي.
وأظهرت بيانات الحسابات الجاري التي صدرت منذ قليل تراجع الحساب الجاري التركي إلى 1.65 بليون دولار بأقل من التقديرات التي كانت تتوقع تسجيل 1.7 بليون دولار. وسجلت الليرة أدنى مستوياتها في وقت سابق يوم 25 أكتوبر الماضي عندما نزلت إلى مستويات 9.8595 ليرة / دولار.
وهوت الليرة في حدود 33% منذ بداية العام مقابل الدولار، بينما انخفضت في حدود 9% خلال تعاملات أكتوبر .
وبات مستويات الـ10 ليرة / دولار وشيكة جدا في ظل توقعات باتجاه المركزي التركي باتخاذ خطورة خفض جديدة لمعدلات الفائدة.
وقال بنك جيه بي مورجان إنه يتوقع أن يخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة 100 نقطة أساس أخرى في نوفمبر ورفع توقعاته للتضخم بشكل حاد.
اقرأ: عاجل: بيانات أمريكية سلبية والليرة لا تستغل الهبوط
النفط
تأرجح أداء أسعار النفط خلال الأسبوع في الفترة من 4 نوفمبر وحتى 11 نوفمبر بعد بيانات المخزون الأمريكية تزامنا مع توقعات بارتفاع الطلب في ظل التعافي من الجائحة.
وارتفعت أسعار الخام الأمريكي القياسي في الفترة من 4 نوفمبر وحتى 11 نوفمبر من مستويات 79.5 دولار للبرميل إلى 82.2 دولار للبرميل بعد الصعود منتصف الأسبوع إلى مستويات قرب الـ85 دولار.
بينما زاد خام برنت القياسي طفيفا في حدود 30 سنتا للبرميل صعودا من مستويات 83 دولار للبرميل إلى مستويات 83.33 دولار للبرميل، بعدما ارتفع منتصف الأسبوع إلى مستويات 85.5 دولار للبرميل.
بيانات وتصريحات
وتحدث جيروم باول، رئيس الفيدرالي، عن التضخم وقال أنه من الصعب التعامل مع رفع الفائدة قبل الانتهاء من التشديد. إضافة إلى تصفير قيمة مدفوعات الفيدرالي الشهرية التي ستخفض من 120 مليار دولار شهريًا إلى 105 مليار دولار شهريًا بواقع 15 مليار دولار.
وسيستمر التخفيض إلى أن تتقلص الحزمة التيسيرية من الفيدرالي إلى الصفر في منتصف العام القادم 2022. ورأى بعض المحللين أن التضخم قوي ويتزايد ولا يمكن إرجاء قرار رفع الفائدة لهذه المدة لما يشكله من خطر على الأسواق.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بدون الغذاء والطاقة السنوي ارتفاعًا إلى 4.6% في حين كان المتوقع أن يبلغ 4.3%. فيما جاء مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بدون الغذاء والطاقة الشهري عند 0.6%وكان التقدير أن يبلغ 0.4%.
وعن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الكامل السنوي فقد سجل 6.2% وكان توقع الخبراء أن يصل إلى 5.8%. وفيما يتعلق بمؤشر أسعار المستهلكين الكامل الشهري فقد سجل 0.9% وكان التقدير أن يقف عند 0.6%.
وتعد بيانات التضخم مرتفعة للغاية عن التوقعات وعن الرصد في الشهور السابقة ومن المتوقع أن يضر ذلك بقوة الاقتصاد الأمريكي. وإلى جانب بيانات التضخم، فقد أشعلت بيانات البطالة الأمريكية جذوة المخاوف، حيث سجلت طلبات إعانة البطالة 267 ألف طلب، وكان المتوقع أن تبلغ 265 ألف طلب إعانة بطالة.